أكد وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة أن «جائزة محمد حسن عواد للإبداع الشعري وهي مازالت في خطواتها الأولى استطاعت أن تحظى بهذا الزخم من الاهتمام وبهذا القدر من الشهرة، بتطلعاتها نحو آفاق الإبداع المميزة، قادرة على أن تمخر عباب المستقبل بكل ثقة، فتكون في المكان المؤثر من الجوائز الأدبية، وأن تؤسس لنفسها إضافة إلى قيمتها الحالية اسماً وقيمة عربيين وعالميين»، موضحاً أن هذه الجائزة تمثل «فكرة حضارية واجتماعية وثقافية في آن واحد، وليست مجرد احتفال أو شهادات تتلى»، وأضاف أن الجوائز «سجل حقيقي يبرهن على تفوّق حضارات من دون أخرى، وقيمة أية جائزة كما وصفها الروائي الجزائري واسيني الأعرج في وضعها النص في مداراته الصحيحة، إذ يصبح مرئياً، سواء أكان في القائمة الطويلة أم القصيرة أم في حال الفوز، وهذا يتيح للكاتب بلا أدنى شك مزيداً من الانتشار والقراءة والمراجعات، ومن ثم المزيد من مسؤولية الكلمة»، معتبراً محمد حسن عواد «عرّاب التجديد، ذلك أن عواد يرحمه الله حينما كان شاباً صغيراً لم يبلغ ال20 من عمره تحدّى بعنفوانه وتمرّده الأدبي البلاغة البالية والعادات الاجتماعية التي لم ترضه آنذاك، فصرخ بدعوته الشهيرة إلى وجوب تحطيم الوهم القائل ليس بالإمكان أبدع مما كان». وقال خوجة عن الشاعر عبدالله الصيخان في ليلة تتويجه بالجائزة، التي بلغت قيمتها 200 ألف ريال في دورتها الثانية في أدبي جدة مساء الخميس الماضي: «إن الصيخان شاعر جدير بها، والحق أنها تتويج ل40 عاماً من معاناة الإبداع والتميّز، بشعر يمثل انعطافة حقيقية في المشهد الأدبي السعودي المعاصر، وعلامة تشير إلى إحساسك مع رفقتك من الشعراء في تلك المرحلة بهموم الوطن واللغة، وإني الآن أكبر فيك استمرار إحساسك برفقاء دربك». مشيراً إلى «أن طبيعة الشعر تختلف تمام الاختلاف عن طبيعة النثر، فالشاعر كما يقول سارتر يرى الكلمات من جانبها المعكوس، كأنه من غير عالم الناس، يبدو وكأنه لم يتعرّف إلى الأشياء بأسمائها، بل عرفها تعرّفاً صامتاً»، إنه بمعنى آخر تمرد النفس الشاعرة، فلولا التمرد المغروس في نفس الشاعر لما وجد الإبداع، فشقاء ضمير الشاعر الناتج عن إحساسه بذلك التمرد هو الذي يجعله في عداد الطبقات المميزة بدلاً من أن يكون على هامشها». وعبر الصيخان عن سعادته بالحصول على هذه الجائزة وقال: «أعتز أن تقترن تجربتي الشعرية المتواضعة باسم الشاعر الكبير العواد، ففي مثل هذا المكان قبل أكثر من ثلاثة عقود التقيت بالشاعر محمد حسن عواد، الذي حمل راية التجديد، كنت وقتها أخطو خطواتي الأولى مع الشعر، ولكني سعدت بلقائي معه، إذ أجريت حواراً مطولاً معه لمجلة اليمامة، وكان أنيقاً في ملبسه وفي تعامله، إذ احتفى بي وأنا ما زلت في بداياتي، وخرجت منه بكتبه العزيزة على نفسي، كانت نصوصه التي تم نشرها في مجلة اليمامة نافذة لجيلي للاطلاع على تجربة العواد في ذروتها»، وأضاف: «إنني هنا أشعر بسعادةٍ ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة يضع الوشاح على صدري، واقتران تجربتي المتواضعة مع اسم العواد، فشكراً لك يا معالي الوزير. أضفت إلى الثقافة تميزاً، فكنت الرجل المناسب عندما اختارك خادم الحرمين الشريفين لتكون وزيراً للثقافة والإعلام، لأنه عرف أنك ستكون رافداً مهماً للثقافة، كما أشكر الأديب أحمد باديب على دعمه للجوانب الثقافية، بينما تنحى الكثير من رجال الأعمال عن دعم الثقافة، واتجهوا إلى دعم الرياضة»، وزاد: «أسجل خالص الشكر والامتنان للنادي الثقافي الأدبي في جدة، وعلى رأسهم الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي رئيس مجلس إدارة نادي جدة الأدبي، لدورهم الجاد في دعم أدبنا وثقافتنا، ولأمناء الجائزة، وهم قامات ثقافية أعتز بها، ووقوفهم عند تجربتي المتواضعة وتقديرهم لها». من جهته اعتبر رئيس النادي عبدالله السلمي الجائزة مشروعاً أدبياً كبيراً، وإنجازاً يضاف لإنجازات نادي جدة الأدبي، وهو تكريم البارزين من المبدعين في مجالات الإبداع الثقافي، وزاد: «لا شك أن جائزة محمد حسن عواد للإبداع هي الأولى من نوعها من جهة قيمتها والاسم الذي تحمله، ويفخر نادي جدة الأدبي أن يتبنى هذه الجائزة ويفوز بها لهذا لعام الشاعر عبدالله الصيخان، وهو يستحقها ولا شك، ونحن في نادي جدة الأدبي نقدر للأستاذ أحمد باديب هذا الدور الذي يهتم بمبدعي الوطن، اهتمامه الدائم لكل ما يعنى بتكريم الأدباء المبدعين وتمويل هذه الجائزة، شاكرًا لأعضاء مجلس الأمناء ما بذلوه من جهود ملموسة في متابعة هذه الجائزة». وقال راعي الجائزة رجل الأعمال أحمد باديب: «إننا اليوم ضيوف على معالي وزير الثقافة والإعلام، فهذا بيته وهو رجل الأدب، وإن التكريم من شيم الرجال المخلصين، وإن هذا البلد منّ الله عليه برجال يعرفون قيمة الرجال الذين يقدمون للبلد العلم والأدب والشعر والفن وكل منظومة الثقافة الإسلامية، حضرت تكريم الملك عبدالعزيز لطلاب مدرسة الفلاح، وحضرت تكريم الملوك من بعده للأدباء، وهذه الدولة دائماً تكرّم الرجال، ونحن نعيش اليوم من فضل الله في أمان، إن تكريم الأستاذ العواد وهو رمز من رموز الرعيل الأول تكريم لأنفسنا، والجائزة هي رمز، واسمحوا لي أن أشكركم فأنتم أوفياء بحضوركم». وفي الحفلة قرأ الصيخان جملة من قصائده، وحضرها جمهور كبير من المثقفين والأدباء، وكانت الجائزة ذهبت في الدورة الأولى إلى الشاعر عبدالله الزيد، ويضم مجلس أمناء جائزة العواد عاصم حمدان وعبدالعزيز السبيل كعضوين، ومحمد علي قدس أميناً عاماً للجائزة، وتمنح هذه الجائزة بالتبادل مع جائزة أدبي جدة للدراسات الأدبية عاماً بعد عام، كما أضيفت إلى الجائزة في الدورة الأولى 1432ه جائزة الوفاء، ومنحت للشاعر الراحل محمد الثبيتي رحمه الله.