أعلنت وزارة الداخلية مساء أمس السبت مقتل 5 من منفذي الهجوم على رجال الأمن عند منفذ الوديعة الحدودي مع اليمن، وأكدت أن سادساً من المجموعة المهاجِمة تم توقيفه. وأوضحت الوزارة في بيانٍ لها أنها ستعلن عن أسمائهم فور استكمال إجراءات التثبت من الهوية، مشيرةً إلى ضبط (14 قنبلة يدوية، و11 قنبلة مولوتوف، و4 أسلحة رشاشة، و26 مخزن طلقات للأسلحة الرشاشة، و26 طلقة عيار 9 ملم و1549 طلقة للأسلحة الرشاشة) في حوزتهم. وجاء في بيان الداخلية أنه «إلحاقاً لما صدر بشأن قيام مجموعة من خوارج هذا العصر أرباب الفكر الضال بإطلاق النار عند منفذ الوديعة الحدودي والاعتداء على دورية أمنية، صرح المتحدث الأمني في وزارة الداخلية بأنه ومع توجه جموع الصائمين إلى صلاة الجمعة في اليوم السادس من شهر رمضان المبارك قدمت سيارة صالون جيب تحمل لوحات خليجية وعلى متنها ستة أشخاص، وحال وصولهم المنفذ باشروا إطلاق النار واستهداف دورية أمنية». وذكر البيان أن «قائد الدورية استشهد وتم الاستيلاء عليها من قِبَل شخصين من الجناة والتوجه بها إلى محافظة شرورة، وعلى الفور قام رجال الأمن بمطاردتهم والاشتباك مع من يستقل السيارة الأولى حيث قُتِلَ منهم ثلاثة وأصيب الرابع وأُلقِيَ القبض عليه، في حين استشهد رجلا أمن نسأل الله أن يتقبلهما، وفي الوقت ذاته اتجهت السيارة الأخرى التي تم الاستيلاء عليها ويستقلها اثنان من الجناة إلى مبنى الاستقبال التابع للمباحث العامة في محافظة شرورة، إذ تمكنوا من دخول المبنى بعد مقتل أحد رجال الأمن». وأضاف «جرى تطويق المبنى من قِبَل قوات الأمن ومباشرة إخلائه من الموجودين داخله، وحَصْر المعتدين في الدور العلوي وإعطاؤهم الفرصة لتسليم أنفسهم، وفي ساعة مبكرة من صباح هذا السبت عمدَ الجانيان إلى تفجير نفسيهما، مضيفَيْن إلى جرائمهما بحق وطنهما وأهلهما جرائم بحق أنفسهما نعوذ بالله من سوء الخاتمة، وبذلك تكون النهاية المحتومة لهؤلاء وأمثالهم على أيدي حماة الوطن، حيث قُتِلَ خمسة من الجناة وأصيب السادس وتم القبض عليه، وجميعهم من المطلوبين للجهات الأمنية في المملكة وموجودون خارجها، وسوف يتم الإعلان عن أسمائهم فور استكمال إجراءات التثبت من الهوية». وتابع البيان «في حين استشهد 4 من رجال الأمن وهم صائمون وعلى ثغر من ثغور الوطن، وهم: العريف فهد هزاع جريدي الدوسري، العريف محمد مبارك مبروك البريكي، العريف سعيد هادي محمد القحطاني، الجندي أول سعيد بن على حسين القحطاني، نسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يتقبلهم في الشهداء، كما أصيب تسعة من رجال الأمن بإصابات متفاوتة وغادر معظمهم المستشفى». وأفاد البيان بأنه «ضبط بحوزة عناصر الفئة الضالة (14) قنبلة يدوية، و(11) قنبلة مولوتوف، و(4) أسلحة رشاشة، و(26) مخزن طلقات للأسلحة الرشاشة، و(26) طلقة عيار (9) ملم، و(1549) طلقة للأسلحة الرشاشة». وقالت وزارة الداخلية إنها «إذ تعلن ذلك لتؤكد لكافة المواطنين والمقيمين على أرض هذه الدولة التي تحكم بشرع الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وصحابته الأطهار، أن هؤلاء الخوارج ومن غرر بهم ويقف وراءهم مدحورون بإذن الله، وللبيت رب يحميه، وتقدِّر في الوقت ذاته لكافة أبناء المجتمع ما أظهروه من دعم وتعاون مع رجال الأمن ووقوفهم صفاً واحداً في وجه الفكر الضال ونبذ المنتمين له، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون». و قال المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، اللواء منصور التركي، في المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء أمس: تم التعرف على الخوارج، وهم من الفئة الضالة المطلوبين أمنيا، ولكننا ننتظر نتائج تحليل البصمة الوراثية ال (D.N.A) للتأكد من هوياتهم. وأضاف: لا يمكن أن نعلن أسماء لمجرد معرفتنا بهم، نحتاج إلى أدلة قوية نستند عليها لنعلن الأسماء. مبيناً أن 5 قتلوا، وأصيب السادس، وقال التركي: إن المملكة مستهدفة، إلا أن رجال الأمن لهم بالمرصاد، وما حدث خير دليل على ذلك، كان هناك رجال بواسل أظهروا شجاعتهم، واستعدادهم للتضحية بأرواحهم دفاعاً عن دينهم، ووطنهم، ولا نستبعد أي عمل إرهابي على حدود المملكة في أي منطقة حدودية، أو أي منطقة في المملكة. ونعوّل أولاً على الله سبحانه وتعالى في حمايته لنا، ثم على الوعي العام للمواطنين، والمقيمين، ومعرفتهم بأهداف هذه الفئة، ونعول كذلك على رجال الأمن، واستعدادهم حماية الأمن، والاستقرار في المملكة. وما واجهناه في محافظة شرورة فيه شيء من التخطيط، ولكن لن نستبق نتائج التحقيقات، هناك كثير مما يمكن أن نقرأه في حادثة يوم أمس لأن الشخصين اللذين فجّرا نفسيهما كانا مجهزين بأحزمة ناسفة، بينما حمل الآخرون رشاشات، وقنابل لتمكينهما من الوصول إلى غايتهما، ونحن في انتظار التحقيقات لنبرز الحقائق كما هي حتى لا تكون النتائج مبنية على فرضيات واحتمالات». وبسؤال التركي عن مشاركة الحوثيين تنظيم القاعدة فيما حدث؟ أفاد قائلاً: إن ما حدث تبنّاه تنظيم القاعدة، ونحن في انتظار نتائج التحقيقات. وأشار إلى أن المغرّر بهم بعد مناصحة 90% منهم عادوا عن هذا الفكر، و10% منهم أصروا رغم كل ما قمنا به معهم على التمسك بأفكارهم الضالة». ورداً على سؤال «الشرق» هل تنظيم القاعدة بدأ في تنشيط الخلايا النائمة، وإحيائها من جديد؟ قال: إن تنظيم القاعدة يسعى باستمرار إلى إيجاد ثغرات، ولو وجدها لما توقف عن تنفيذ الأعمال الإرهابية، وتلك لم تكن خلية نائمة بل كانوا مطلوبين للجهات الأمنية خارج المملكة، ولو كانوا داخل المملكه لقمنا بالقبض عليهم، وسوف نعلن أسماءهم بعد التحقق منهم، وسوف يدرك الجميع أنهم من المطلوبين من الجهات الأمنية، وأحدهم تم الإعلان عن اسمه في شوال عام 1433ه، وتنظيم القاعدة، مثل غيره من التنظيمات الإرهابية يسعى باستمرار إلى التغرير بمن يستطيع أن يستخدمه ضد وطنه. وأكمل التركي: أن التنسيق، والتنظيم مع الجهات الأمنية في اليمن مستمر، ونسأل الله أن يوفق إخواننا في اليمن لمكافحة التنظيم، الذي يستغل الأوضاع الحالية في اليمن الشقيق، وظروف الشعوب. وهذا التنظيم موجود في الدول التي تمر بظروف صعبة، ولا سبيل له في الدول التي لديها استعداد، وقدرة على مكافحته. وأكد التركي أن أتباع الفئة الضالة لم يذهبوا بعيداً عندما طردوا من المملكة، لكن رجال الأمن لهم بالمرصاد، وهذه ليست المرة الأولى التي نتصدى لهم فيها. . وذكر اللواء التركي أن حرس الحدود مجهز بإمكانيات متميزة و «لا نقف عند حادثة في منفذ لأن المنافذ كثيرة». وتابع «نعول كثيرا على رجال الأمن لحماية الاستقرار في المملكة». وتحدث عن المطارات قائلا «لا يوجد رجل أمن يحمل سلاحاً في المطارات السعودية»، ولفت إلى تركيز القاعدة على الحدود أكثر من المطارات.