رصد معارض سوري من مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» تراجعاً ميدانياً واضحاً في شمال شرق سوريا لفصائل الجيش الحر والقوى الإسلامية الأقل تشدداً من «داعش» في مقابل ما سمّاه «طابع انفجاري» لتنظيم الدولة. وقال المعارض السوري الذي طلب من «الشرق» حجب اسمه إن «الجهاز الأمني لداعش» لا يقل أهمية لدى التنظيم عن «الجهاز العسكري». وعن مناطق سيطرة «داعش» في شمال شرق سوريا، أوضح المصدر أن التنظيم يسيطر سيطرة تامة على محافظة الرقة وكامل الريف الشمالي الشرقي لحلب باستثناء جيب عين العرب «كوباني» الذي يسيطر عليه حزب العمال الكردستاني، وجيب آخر متاخم لعين العرب يسيطر عليه لواء ثوار الرقة بقيادة شحص يُدعى «أبوعيسى»، وهو لواء متحالف مع الأكراد ويغير على مواقع «داعش» من حين لآخر. ورأى المصدر أن سيطرة «داعش» على ريف دير الزور الشرقي والغربي ستكون «مسألة وقت»، خصوصاً أن قوى مسلحة وعشائرية بدأت تبايع التنظيم بعد إدراكها أن المواجهة العسكرية معه ستكون خاسرة. وكانت مواجهات عنيفة وقعت بين «داعش» وفصائل معارضة مسلحة منذ مطلع العام الجاري، واتُّهِمَ «داعش» باستهداف عناصر المعارضة وإعدام بعضهم ميدانياً، كما اتُّهِمَ بالعمل ضد الثورة السورية. وذكر المصدر أن «داعش» يولي اهتماماً بجمع الجباية في الرقة، وأنه رقَّم أبواب جميع المتاجر في المدينة ووضع رسوماً على كل باب قيمتها 3 آلاف ليرة سورية في الشهر، وإن كانت للمتجر 3 أبواب يدفع 9 آلاف ليرة سورية، كما تُجبى فواتير الهاتف بواقع 400 ليرة سورية كل شهرين. وأضاف أن التنظيم يتولى بيع وتأجير الأملاك العامة وخلع باب كل بيت هجره أهله أو غابوا لأي سبب ليسكن فيه أحد عناصر «داعش». وتابع «لا أحد يتزوج في الرقة هذه الأيام إلا عناصر التنظيم». وأفاد المصدر بأن شرطة التنظيم تحصل على مبالغ خرافية من المخالفات المرورية، وذكر أنه طُلِبَ منه دفع 15 ألف ليرة سورية بسبب الوقوف في مكان ممنوع. وعن الحسبة في الرقة، أوضح أن «داعش» أسست مركزاً للحسبة في المدينة، وأن سيارات الحسبة تدور في الشوارع وتعتقل بعضهم أو تجلدهم في الشوارع بما في ذلك النساء، مشيراً إلى وجود مركز حسبة نسوي، وإلى تحكم التنظيم في السلوك الاجتماعي لسكان المدينة -وخصوصاً النساء- والتدخل في مناحي حياتهم اليومية، إلى جانب التحكم في الثروات الطبيعية وأي مصدر للأموال.