اجتمع عملاق الموسيقى “محمد عبدالوهاب” مع عملاقة الطرب “أم كلثوم” بأمر مباشر من “جمال عبدالناصر” فى أغنية “إنت عمري”... وأتذكر أن أحد الوزراء المهمين سأل مرؤوساً له عن الأغنية التي سوف تغنيها “أم كلثوم” فتحرج أن يقول له “إنت عمري” وقال له إنها سوف تغني “سيادتك يا أفندم عمري”! وكانت أم كلثوم تكره جداً أن تجد في الصف الأول الصحفيين الكبيرين “مصطفى أمين” و”على أمين” على الرغم من حبها الشديد لهما، ولكن لم يكن عندهما أي تذوق فني! ثم إنهما يبحلقان في الناس ولا ينظران إلى أم كلثوم، ثم يتهامسان والسيدة تطلع وتنزل بصوتها الجميل وعند نهاية الحفلة يذهبان إليها فى الكواليس ويقسمان كاذبين أن صوتها ليس له مثيل! وبعد غناء أغنية “إنت عمري” وانتهاء الحفل سألتهما “ما رأيكما في صوتي عندما كنت أقول يا نائم في العسل نوم” قال لها مصطفى أمين “أحسست أنني في زورق في مدينة البندقية، والزورق يتهادى على الماء الأزرق، والسمك يقفز من تلقاء نفسه إلى فمي”! وقال لها أخوه علي أمين “بل الزورق كان هو السمك، والماء عذب، وأنتِ طائر من الجنة”! وضحكت أم كلثوم فلم يكن في أغنيتها “إنت عمري” أية إشارة لا إلى النوم ولا إلى العسل ولا إلى السمك... وتأكدت أنهما لا يسمعان، وقالت لمن حولها “في الحفلة المقبلة سوف أضع على مدخل المسرح لافتة تقول “ممنوع دخول الصم والبكم والأخوين مصطفى وعلي أمين”!