لا يختلف اثنان على أن مصايف الطائف تعد أماكن مفضلة ومرغوبة بسبب أجوائها المعتدلة ومواقعها السياحية ذات الطبيعة الخلابة، ما يجعلها وجهة مفضلة لمصطافي الداخل. وفي جولة قامت بها «الشرق» على عدد من المتنزهات المفتوحة رصدت عديداً من الظواهر، التي أزعجت المصطافين وجعلتهم مستائين من ممارسات بعض العمالة، التي تقوم بتأجير الدبابات وبعض الحيوانات كالجمال والبغال بأسلوب يحيل راحتهم إلى كدر بسبب الإزعاجات المتوالية وإحالة المتنزهات إلى ساحات للتفحيط. وبيَّن منصور النجيمي من جدة أن المتنزهات المفتوحة، التي يقصدها المصطافون والأهالي في الطائف حوّلها عمالة وشباب لميدان وحلبة للدبابات والخيول والجمال بصورة أزعجت المصطافين وانتهكت خصوصية العوائل. وقال النجيمي: تقوم العمالة باقتحام جلسات العوائل لعرض الدبابات والخيول على الأطفال، مشيراً إلى أن الساحات تحولت لبيئة حاضنة للأمراض والأوبئة بسبب الغبار والأتربة، التي تغطي سماء الموقع إضافة لروث الجمال والبغال، الذي ينتشر على الأرض مسببا تلوثاً للمواقع التي يقصدها المصطافون. وطالب النجيمي الجهات المعنية المسؤولة عن السياحة بوضع حلول جذرية لممارسة تلك العمالة، التي تجوب الميادين بدراجاتها النارية وخيولها على مدار الساعة. وقال نمر حدري من الرياض: تستهوينا المواقع المفتوحة في الهدا أو الشفاء أو الردف. لكننا ما أن نبدأ في الاستمتاع بالجلوس في هذه الأماكن، حتى تحاصرنا العمالة، مشيراً إلى أنها قد تعمل بصورة غير نظامية لتأجير الدبابات والخيول على الأطفال والمراهقين. وأضاف حدري قائلاً: تتحول المتنزهات بفضل هذه العشوائية لساحات للتفحيط، الذي يشكل خطورة على حياتهم. لافتاً إلى أن تلك الدبابات والخيول تسببت في حوادث مميتة لعدد من الأطفال. وقال: تتحول سماء المتنزهات لظلام وضبابية بسبب الغبار والأتربة ما جعلنا نترك التنزه في تلك الحدائق العامة والذهاب إلى حدائق ومتنزهات يكون الدخول فيها بأجر لأنها لا يوجد بها مثل تلك الممارسات والسلوكيات التي لاتناسبنا. مطالباً الجهات المختصة بوضع حلول عاجلة لتلك الممارسات، التي شوهت جمال الطائف. وطالب محمد فهيد من الدمام لجان التنشيط السياحي في الطائف والأمانة بوضع أماكن مخصصة للدراجات والخيول والجمال تبعد مسافة كافية عن مواقع العوائل لكي يمارسوا فيها هواياتهم بدلاً من الفوضى العارمة، التي تشهدها المواقع السياحية في الطائف. وقال: يعتبر هذا الحل وسطاً لكي لا نحرم هؤلاء الناس من طلب الرزق، لكن في الوقت نفسه عليهم أن يراعوا مشاعر المصطافين. من جهته، أكد ل «الشرق» الناطق الإعلامي في شرطة منطقة مكةالمكرمة المقدم دكتور عاطي القرشي أن شرطة محافظة الطائف تقوم بحملات أمنية لتعقب المخالفين لنظام الإقامة والعمل. وقال: نظراً لما ورد من بلاغات عن قيام سائقي الدراجات النارية بإزعاج للمصطافين، وكذلك قيامهم بارتكاب عددٍ من الحالات فقد نظمت شرطة محافظة الطائف ممثلة في مركز شرطة النزهة حملة أمنية على متنزه الردف، حيث تم خلالها ضبط أربع وعشرين دراجة نارية، وعدد أربعة من العمالة المخالفين لنظام الإقامة والعمل. وأضاف القرشي: أن هذه الحملة تأتي امتداداً للحملات السابقة، التي تنظمها شرطة محافظة الطائف لخدمة المصطافين والبحث عن راحتهم في المحافظة لاسيما في موسم الصيف. بينما اتصلت «الشرق» بالناطق الإعلامي لأمانة مدينة الطائف إسماعيل إبراهيم إلا أن جواله كان مغلقاً، ولم نتمكن من الحصول على أي تعليق.