صحيح أن جميع الأضواء مسلطة على كريم بنزيمة بعد أن تعملق في المباراتين الأوليين للمنتخب الفرنسي في المونديال، بتسجيله ثلاثة أهداف ووقوفه خلف هدفين آخرين من أصل ثمانية أهداف للديوك، لكن هناك لاعب يعتبر «الجندي المجهول» في هذه الحملة الرائعة حتى الآن لرجال ديدييه ديشان واسمه رافايل فاران. نجح فاران الذي يلعب إلى جانب بنزيمة، أو بالأحرى بعيداً عنه، في ريال مدريد الإسباني في فرض نفسه الصخرة، التي تتكسر عندها جميع هجمات الفرق المنافسة وأصبح من العناصر المخضرمة في منتخب «الديوك» رغم أنه لم يتجاوز الحادية والعشرين من عمره. وإذا كانت ظاهرة الاعتماد على لاعبين يافعين في خطي الوسط والهجوم مألوفة جداً في الكرة المعاصرة وحتى في الحقبات الكروية السابقة، فإن الاعتماد على لاعب لم يتجاوز الحادية والعشرين من عمره في مركز قلب الدفاع يعتبر مخاطرة جريئة خارجة عن المألوف، وذلك لأن الدفاع يجب أن يتمتع بالخبرة كونه خط الأمان الأخير قبل الوصول إلى «المنطقة المحرمة». لكن فاران هو من الذين خالفوا القاعدة وفرض نفسه بشخصيته الرصينة والهادئة ركيزة أساسية في فريقه ريال مدريد والمنتخب الفرنسي على حد سواء. ويتطرق ديشان إلى مقاربة فاران للمباريات وتعامله مع زملائه في أرضية الملعب، قائلاً: «إنه يلعب في ريال، فاز بدوري أبطال أوروبا»، مشيراً إلى أن مدافعه الشاب أصبح معتاداً على المباريات الكبرى. وسيكون الإنجاز الأكبر إذا تمكن فاران من إضافة لقب كأس العالم إلى دوري أبطال أوروبا في موسم واحد، وهو تطرق إلى هذا الموضوع قائلاً: «بإمكاننا أن نحلم دائماً، لكني لا أرى الأمور بهذا المنظار. سنرى أين ستصل بنا الأمور. نحن لم نحدد هدفاً معيناً». ومن المؤكد أن فاران قطع شوطاً هائلاً منذ أن لعب أولى مبارياته كلاعب محترف في سن ال17 مع لنس، الذي أمضى في صفوف فريقه الأول موسماً واحداً فقط قبل الانتقال إلى «سانتياغو برنابيو»، حيث توج مع النادي الملكي بلقب الدوري والكأس وكأس السوبر ودوري أبطال أوروبا.