رغم أن جميع الأضواء مسلطة على كريم بنزيمة، بعد أن تعملق في المباراتين الأوليين للمنتخب الفرنسي في مونديال البرازيل 2014، بتسجيله ثلاثة أهداف ووقوفه خلف هدفين آخرين من أصل 8 أهداف للديوك، إلا أن هناك لاعبا يعد "الجندي المجهول" في هذه الحملة الرائعة حتى الآن لرجال ديدييه ديشان، واسمه رافايل فاران. ونجح فاران الذي يلعب إلى جانب بنزيمة، أو بالأحرى بعيدا عنه، في ريال مدريد الإسباني، في فرض نفسه الصخرة التي تتكسر عندها جميع هجمات الفرق المنافسة، وأصبح من العناصر المخضرمة في منتخب "الديوك"، رغم أنه لم يتجاوز ال21 من عمره. وإذا كانت ظاهرة الاعتماد على لاعبين يافعين في خطي الوسط والهجوم مألوفة جدا في الكرة المعاصرة وحتى في الحقبات الكروية السابقة، فإن الاعتماد على لاعب لم يتجاوز ال21 من عمره في مركز قلب الدفاع يعد مخاطرة جريئة خارجة عن المألوف، وذلك لأن الدفاع يجب أن يتمتع بالخبرة لأنه خط الأمان الأخير قبل الوصول إلى "المنطقة المحرمة"، لكن فاران من الذين خالفوا القاعدة وفرض نفسه بشخصيته الرصينة والهادئة ركيزة أساسية في فريقه ريال مدريد والمنتخب الفرنسي على حد سواء. بدوره، قال ديشان عن قلب دفاع لنس السابق "إنه فاران، هو كذلك.. هناك بعض اللاعبين الذين يبلغون ال30 من عمرهم ولا يتمتعون بالنضوج الكافي، لكن هو يتمتع بها.. إنه هادئ، رصين".