تداولت مواقع للتواصل الاجتماعي على نطاق واسع صوراً للفنان جورج وسوف ونجله وديع، أثناء زيارة خاصة قاما بها للرئيس بشار الأسد في القصر الجمهوري لتهنئته بفوزه بالانتخابات الرئاسية في سوريا، والتي حصل فيها على أكثر من 88 في المائة من الأصوات. وأكد وسوف "بشار الأسد رئيسي وتاج راسي. أنا إنسان أحب بلدي وأحب رئيس بلدي". وظهر في الصور العميد ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، في صورة نشرها الفنان السوري جورج وسوف على صفحته على فيسبوك، وهي الأولى له منذ سرت شائعات عن إصابته في تفجير قبل نحو عامين. ونشرت الصورة على صفحة وسوف الجمعة ضمن مجموعة ضمت صورا حديثة لوسوف ونجله وديع، مع بشار الأسد ومفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون، وتحمل عنوان "زيارة أبو وديع للرئيس بشار الأسد وماهر الأسد والمفتي". وبدا وسوف الذي شفي أخيرا من وعكة صحية أبعدته أشهرا طويلة عن الظهور العلني، متكئا في كل الصور على أحد الأشخاص، وبينهم الرئيس السوري. وفي إحدى الصور، يلف وسوف ذراعه حول ماهر الأسد الذي بدا، بلحية خفيفة، مرتديا سروالا من الجينز وقميصا قطنيا (تي شيرت) أسود اللون. وبدت على وجهه ابتسامة. ويظهر الرجلان واقفين. ولم تحدد صفحة وسوف تاريخ التقاط الصورة. إلا أن الإعلامي نيشان دير هاروتيونيان الذي أجرى أول مقابلة مع الفنان المقيم في لبنان بعد شفائه من المرض، نشر الصورة نفسها على حسابه الخاص على موقع تويتر في 18 يونيو، قائلا إنها "التقطت قبل أربعة أيام". ولم يظهر ماهر الأسد، وهو قائد كتيبة في الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري، علنا منذ التفجير الذي استهدف "خلية الأمن القومي" في دمشق في 18 يوليو 2012، وأدى إلى مقتل أربعة من كبار القادة الأمنيين. ونادرا ما ظهر ماهر، الابن الثالث للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، في صور علنية. وبين الصور المعروفة له، واحدة يتوسط فيها شقيقه الرئيس وصهره شوكت، أثناء تشييع والده الرئيس السابق حافظ الأسد في دمشق في صيف عام 2000، بالإضافة إلى صور متفرقة باللباس العسكري. وعرضت صفحة وسوف تسع صور له ولنجله مع بشار الأسد الذي بدا ضاحكا وهو يتبادل الحديث مع وسوف. كما بدا في إحدى الصور وهو يقبل وسوف ممسكا بيده، وفي أخرى يساعده على المشي بمعونة نجله. وكان وسوف قد أعرب عن تأييده للرئيس السوري. وقام الفنان الذي يعرف بلقب "سلطان الطرب"، بالادلاء بصوته في سوريا، في الانتخابات الرئاسية في الثالث من يونيو، والتي فاز فيها بشار الأسد بولاية رئاسية ثالثة. وتعرض وسوف في أكتوبر 2011 لجلطة دماغية حادة، وأمضى فترة طويلة في المستشفى خاضعا للعلاج الفيزيائي. ولاقت الصور سخرية المعلقين على مواقع التواصل الاحتماعي وكتب أحدهم "استبدلوا صوت البراميل المتفجرة بصوت جورج وسوف". يذكر أن مواقف الفنانين السوريين حيال الثورة تباينت، ففي الوقت الذي أيدها البعض ذهب الآخر إلى الوقوف مع نظام الأسد والانحياز له، فيما التزم ثالث الصمت. واستخدم النظام السوري الفنانين الموالين في حربه الإعلامية ضدّ الثورة، وكانوا أداة للتعبئة الإعلامية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.