وسط خليط من المستورد والمستزرع تعرض أسواق الأسماك، حالياً، كمّيات تجارية من الربيان المحلّي الآتي من مياه الخليج بطرق غير شرعية. وفي الوقت الذي بدأ الصيّادون يُعدّون العدة لموسم الصيد الذي يبدأ مطلع أغسطس؛ أخذ باعة الأسماك يفرضون أسعارهم التي لامست سقف ال 100 ريال للكيلوجرام الواحد للنوع الكبير. لكنّ باعة الربيان ينفون عن أنفسهم التورط في قضية الصيد غير المسموح، ويدافعون عن أنفسهم بأنهم يبيعون أنواعاً من مشاريع الاستزراع أو أنواعاً مستوردة. البداية كانت من سوق الدمام المركزي، فقد كشفت الجولة التي قامت بها «الشرق» أن أهم الأنواع المتوفرة هي الربيان البحرينيوالهندي من النوع الكبير والمتوسط، في حين اختفت بعض الأنواع الأخرى مثل الإيراني والعماني، وأشار بائعون في السوق إلى أن الطلب المتزايد حالياً هو على النوع البحريني في المقام الأول، في ظل عدم السماح بالصيد، وبعد موسم صيد الربيان السعودي وقلة المعروض وكثرة الطلب. وقال البائع محمد كوثر إن سعر الربيان البحريني ذي الحجم الكبير والمسمى «بالجامبو» يصل سعره للمائة ريال للكيلوجرام، بينما يصل سعر الحجم المتوسط منه إلى 40 ريالاً للكيلوجرام، لافتاً إلى توفر الربيان الهندي ذي الحجم المتوسط أيضاً ويصل إلى 40 ريالاً للكيلوجرام، وتفضله بعض العمالة الآسيوية، وهو النوع الذي يتم استزراعه في الهند، مؤكدا أن الطلب عليه ضعيف من قبل المواطنين. وفي المقابل أوضح البائع محمد إقبال أنه ليس هناك حظر على صيد الربيان في البحرين حالياً، ويتم استيراده بشكل يومي عن طريق برادات خاصة، مقدراً حجم الاستيراد ما بين 150-200 كيلوجرام في اليوم، وأشار إلى أن صيد الربيان المحلي سيكون بعد انتهاء شهر رمضان، ويكون الطلب عليه كبيراً خاصة من قبل الفنادق والمطاعم الكبرى، ومن قبل بعض الأفراد لتخزينه وتصديره للدول المجاورة. وفي سوق تاروت التقينا بالبائع أيمن أبو علوة (20 سنة)، الذي قال: إن معظم الربيان الموجود الآن في سوق جزيرة تاروت هو ما نطلق عليه الربيان المثلج، أي الذي يتم وضعه في ثلاجات مخصصة لذلك خلال فترة السماح بصيد الربيان، ويتم بيعه بعد ذلك. مشيراً إلى أن نواخذة بيع الربيان يعمدون خلال فترة التوقف لتسفير العمالة من البحارة إلى بلدانهم، بعد شهر من فترة التوقف، وقبل افتتاح موسم الربيان بشهر يعودون من جديد، مضيفاً أن هذه الفترة هي فترة العودة والعمل والاستعداد؛ حيث ينطلق الموسم في الخامس من شوال لهذا العام. ونفى أبو علوة أن يكون هناك ربيان مستورد من أي دولة أخرى، مؤكداً أن الموجود مثلج فقط. أما (اليزاف) مسلم مطر فيجزم أن هناك صنفاً آخر غير المثلج وهو المستورد من دول خليجية، وقال: هذان الصنفان هما ما يباعان في سوق جزيرة تاروت للأسماك حاليا. وعن كميات الربيان الموجود أوضح مطر أنها قليلة، وعن أحجامه ذكر أن منه أحجام مختلفة: الصغير والمتوسط والكبير. بدوره قال (النوخذة) محمود آل خليل: إن أسعار بانة الربيان تتراوح بين 800 /1000 ريال، حسب الحجم، فكلما كان كبيراً ارتفع السعر. مشيراً إلى أن المتوفر في السوق هو خليط من المستورد والمثلج، وأن الكمية المتوفرة قليلة. فيما ذكر محمد المحيشي (تاجر) أن أغلب الكميات الموجودة هي من مزارع جدة، والكميات قليلة جداً، وقال: هناك إقبال على مختلف انواع الربيان؛ لأننا في فترة المنع حاليا، وندرة وجود الربيان، أما الأسعار فهي تتراوح ما بين (40 ريالاً للصغير، و100 ريال للجامبو والسوبر جامبو)، وأسعار البانة: (800 – 1000 للصغير)، (1000 – 1500 للجامبو)، (1500 – 2000 للسوبرجامبو). من جهته أكد المتحدث الإعلامي باسم قيادة حرس الحدود في المنطقة الشرقية العميد خالد العرقوبي ل «الشرق» وجود كثير من الضبطيات لصيادين يعمدون إلى صيد الربيان خلال فترة الحظر على صيد الربيان وبيعه في الأسواق. وقال: إن دور حرس الحدود ينحصر في ضبطهم وإحالة ما يتم ضبطه معهم من كميات لإدارة الثروة السمكية في مديرية الزراعة بالمنطقة الشرقية لاتخاذ إجراءاتها معهم بهذا الخصوص. وأشار العرقوبي إلى أن دور قيادة حرس الحدود في الشرقية تنحصر في مراقبة مياه الخليج في القطيف والجبيل وصفوى بحيث ينتهي دورنا في تسليم كل من يتم ضبطه في مياه البحر بتلك المناطق، ويتم التعامل معه وفق الضوابط بالتنسيق مع إدارة الثروة السمكية في المديرية العامة للزراعة بالمنطقة الشرقية. وتوقع العرقوبي أن تكون الكميات المعروضة للمستهلك من الربيان مسبقة التخزين (مثلجة)، وتعرض للبيع على أن صيدها تم في نفس اليوم. أما نائب رئيس جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية جعفر الصفواني فأوضح ل «الشرق» أن كميات الربيان الموجودة في السوق المركزي بمحافظة القطيف وبقية الأسواق الأخرى في الشرقية بعضها قادمة من مشاريع المزارع، والبعض الآخر من ثلاجات التخزين. وذكر الصفواني أن الربيان الموجود في السوق يمكن تمييزه؛ حيث يميل لون ربيان مشاريع المزارع إلى الأخضر، بينما بقية الربيان وبأحجامه المختلفة مصدره عادة الثلاجات؛ حيث يلجأ التجار أيام موسم فسح صيد الربيان في مياه الخليج التي تمتد لستة أشهر إلى شراء كميات كبيرة جداً من الربيان وبأحجام مختلفة، ويتم الحفاظ عليه عن طريق التبريد أو التثليج، وعرضه في الأسواق أيام المنع.