شهد مهرجان الدمام المسرحي العاشر للعروض القصيرة، مساء أمس الأول، عرض مسرحية «مساحة بوح» لفرقة الطائف، ضمن مسابقة المهرجان، على مسرح «إثراء» في الظهران. والمسرحية من تأليف فهد ردة الحارثي، وإخراج مساعد الزهراني، وشارك في بطولتها كلٌّ من: مساعد الزهراني، سامي الزهراني، ممدوح الغشمري، إبراهيم الحارثي، متعب الشلوي، ومحمد السفياني. وبحسب ما جاء في كتيب المهرجان، فإن هذا العرض «عن الإنسان الذي يعيش في دوامة من التداخلات في مختلف الأشياء وتضيع كثيراً التفاصيل وتظهر أخرى، ومن أجل ذلك يحتاج الناس إلى مساحة بوح يتنفسون من خلالها». وقدم مالك القلاف قراءة نقدية بعد العرض، في الجلسة التطبيقية، في مقر فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، منظم المهرجان بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران. وقال القلاف: «شدني في العرض تلك التشظيات اللغوية التي كان يشتغل عليها المؤلف، التي استخدمها المخرج وأعطاها حلولاً إخراجية، هذا التشظي اللغوي الذي قدم فيه تضادات أرضية تضادات فعلية تضادات داخلية، تذكرني بيوجين يونسكو حينما قدم التشظي اللغوي في مسرحية (السوبرانو الصلعاء) ومسرحية (الكراسي) التي كانت أساساً في الفعل المسرحي القائم على الانحياز اللغوي». وأضاف قائلاً: عنوان النص «مساحة بوح»، وفي التخصص النقدي، هناك شيء اسمه السيميولوجيا، تبدأ بالعنوان، لأنها علم الدلالة، والمؤلف من خلال العنوان يعطي المتلقي انطباعاً بأن هذا العرض «مساحة للاعتراف، مساحة للتجلي، وشاهدنا ذلك في بعض العبارات»، ومنها «خايف من واقعي»، «لا أعرف كل مسافاتي»، «متدثر أنا بواقعي»، «غير مهتم بواقعي»، مشيراً إلى أن هذه العبارات هي مساحات البوح في العرض، وما بعد ذلك لم يكن «مساحة بوح»، بل كوميديا جميلة، لكنها طالت، «ووصلت إلى مرحلة لم نعرف ما هو نوعها، هل هي كوميديا لفظية ذاتية أم كوميديا موقف»، موضحاً أنه شاهد في العرض لغة ولكن لم يرَ فعلاً. وتحدث القلاف عن الإضاءة، التي أشار إلى إنها كانت مشكلة في العرض، وقال إن لدينا التباساً لماهية السينوغرافيا، منتقداً استخدام بعض الألوان في الإضاءة أثناء العرض، مبيناً أنها كانت ألواناً جمالية أكثر منها دلالية. وقال إن في العرض حلولاً إبداعية للمخرج، ولكن دون خط درامي، فعندما يضيع المتفرج مع العرض ويهرب منه، ينجح المخرج في جذبه من خلال التشكيلات، مبيناً أن هذه حلول إخراجية جميلة. واختتم القلاف قراءته بتحية المخرج على «العمل الجميل»، لكنه قال إنه يحتاج تطويراً، مثل جميع الأعمال. كما شهد المهرجان مساء أمس الأول، عرض المسرحية المشاركة «وباء» لفرع جمعية الثقافة والفنون في أبها، على مسرح فرع الجمعية في الدمام. وهي من تأليف إبراهيم الحارثي، وإخراج محمد آل مبارك، وشارك في تمثيل أدوارها كلٌّ من: محمد عسيري، محمد بكري، على العوصي، ياسر السعدي، وليد ثابت، ونواف عسيري.