كشفت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» أن عدداً من المستشفيات والمراكز الصحية تمنح موظفيها تقارير طبية مزورة بإجازات. وتلقت الهيئة بلاغات من مواطنين عن ظاهرة التقارير الطبية غير الحقيقية «المزورة»، التي تقوم بعض المستشفيات والمراكز الصحية بمنحها لموظفين بإجازات مرضية غير مستحقة لتبرير الغياب عن العمل. وكشف فريق من منسوبي الهيئة كُلف بزيارة 130 مستشفى ومركزاً صحياً تم اختيارها عشوائياً في عدد من مناطق المملكة ومحافظاتها، أن 42% من مجموع المستشفيات والمراكز الصحية خاصةً الأهلية منها، تقوم بمنح الموظفين تقارير طبية مزورة وغير صحيحة، لتبرير الغياب عن العمل. وبيَّن مصدر مسؤول في الهيئة أن تلك التقارير يتم منحها بمجرد مراجعة الشخص للاستقبال وإبداء رغبته في الحصول على تقرير، وقيامه بتسديد أجرة الكشف الطبي، ودون قيام الأطباء بإجراء الكشف في كثير من الحالات ، أو إجرائه صورياً في حالات أخرى. وحذر المصدر من شيوع مثل هذه الظاهرة نظراً لخطورتها، وانعكاساتها السلبية على السلوك الاجتماعي وعلى العمل الحكومي، من حيث التهاون في تطبيق الأنظمة والتعليمات، والنيل من سمعة الوظيفة العامة، وأخلاقيات الطب ونزاهة الطبيب، ولما يترتب عليه من تعطيل لمصالح المواطنين والخدمات المقدمة لهم نتيجة غياب الموظفين، فضلاً عن تسببه في هدر المال العام في صورة صرف مبالغ غير مستحقة للموظفين عن الأيام التي يتغيبون فيها عن العمل استناداً إلى تلك التقارير المزورة. وأكد المصدر أن الهيئة اتخذت الإجراءات اللازمة لدراسة تلك الظاهرة والحد من انتشارها، والعرض عن ذلك للجهات المختصة، لاتخاذ ما يقضي النظام بحق المستشفيات والمراكز الصحية، التي تعطي تلك التقارير، وبحق الأطباء الذين يوقّعون عليها، وكذلك الموظفون الذين يحصلون على تقارير كاذبة. وأهاب المصدر بالمواطنين التعاون مع الهيئة للقضاء على مثل تلك الممارسات وإبلاغها عن أي تجاوزات تتم من المنشآت الصحية، كما تهيب بالموظفين الذين يسعون للحصول عليها بالكف عن ذلك، لما تمثله من ارتكاب لنوع من أبشع أنواع الفساد، والإخلال بواجبات الوظيفة العامة، وممارسة الكذب والتزوير والتدليس، وتعريض أنفسهم للتحقيق والمساءلة.