قال رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر: إن ما يفعله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هو نتاج ثماني سنوات مضت وليس وليد اليوم، مؤكداً أن الموقف الخليجي ضد هذا التنظيم صنفه كمنظمة إرهابية. وأضاف ابن صقر أن الخليج يقف مع الشعب العراقي في محنته ويرفض سياسة الإقصاء، التي تتبعها حكومة نوري المالكي الذي سمح للأكراد بالتوسع في الأراضي العربية، ما يؤكد أن هناك خللاً في قدرته على إدارة دفة الأمور في العراق. وأكد أهمية موقف المملكة العربية السعودية بعدم التدخل في الشأن العراقي بما يؤجج نار الفتنة الطائفية، وأضاف أن بلورة الموقف خليجياً ستتم قريباً، مشيراً إلى أن المشاورات تجري على قدم وساق وربما تسفر في الساعات القليلة المقبلة عن موقف خليجي موحد بهذا الشأن. وحول انعكاسات الأزمة على دول الخليج، قال ابن صقر إن السياسات الخليجية -رغم تباينها في بعض المناطق- تنظر في نهاية المطاف إلى مصلحتها بشكل شمولي. وأضاف أن الخليج عانى بعلاقاته مع العراق منذ الحرب العراقية – الإيرانية، مشيراً إلى الدور الذي لعبه اتجاه القوى السياسية الجديدة من العراق إلى إيران في مواصلة هذا التأزيم، خاصة بعد أن سمحت هذه القوى لطهران بأن تستخدم نفوذها في العراق. وأكد ابن صقر أن وحدة العراق وتماسكه مطلب خليجي، وكذلك إشراك كل الأطراف وعدم الإقصاء ليصل العراق إلى حالة السلم والاستقرار التي يستحقها. ميدانياً بلغ الهجوم الذي يشنه مسلحون في العراق منذ أسبوع مدينة بعقوبة على بعد 60 كلم فقط من بغداد، التي خسرت أمس السيطرة على معبر حدودي ثانٍ مع سوريا. وقال قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبدالأمير محمد رضا الزيدي أمس إن «مجموعة من المسلحين نفذوا هجوماً بالأسلحة الرشاشة في بعقوبة والقوات الأمنية صدت الهجوم». وأكد ضابط برتبة مقدم في الجيش أن المسلحين «تمكنوا من السيطرة على أحياء الكاطون والمفرق والمعلمين في غرب ووسط بعقوبة لعدة ساعات، قبل أن تتمكن القوات العراقية من استعادة السيطرة على هذه الأحياء». وقتل 44 شخصاً بالرصاص داخل مقر للشرطة في وسط بعقوبة خلال الهجوم، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية. وهذا أول هجوم تتعرض له بعقوبة مركز محافظة ديالى منذ بدء الهجوم الكاسح للمسلحين في أنحاء من العراق قبل أسبوع، الذي تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة في الشمال، بينها الموصل وتكريت. وجاء الهجوم على بعقوبة وهي أقرب نقطة جغرافية إلى بغداد يبلغها المسلحون منذ بدء هجومهم، في وقت لا يزال قضاء تلعفر يشهد في بعض أجزائه اشتباكات بين قوات حكومية والمسلحين، الذين ينتمون إلى تنظيم «داعش» وتنظيمات أخرى وعناصر من حزب البعث المنحل. وقال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نور الدين قبلان «هناك 50 شهيداً من المدنيين، الذين سقطوا جراء الاشتباكات المتواصلة منذ يومين والرمي العشوائي والقصف، وهناك أيضاً عشرات القتلى من المسلحين والقوات الأمنية». وأضاف أن «المسلحين يسيطرون على معظم أجزاء القضاء لكن لا تزال هناك بعض جيوب المقاومة من قبل القوات الأمنية والأهالي»، وبينها «أجزاء من المطار». وبعدما خسر العراق سيطرته على معبر ربيعة الحدودي الرسمي مع سوريا والواقع في نينوى لصالح قوات البشمركة الكردية، سيطرت مجموعة من المسلحين على معبر القائم (340 كلم غرب بغداد) الواقع في محافظة الأنبار غرب البلاد بعد انسحاب الجيش والشرطة من محيطه.