أسقط الانفصاليون الموالون لروسيا طائرة نقل عسكرية أوكرانية، أمس السبت، ما أدى إلى سقوط 49 قتيلاً في هجوم ينال من آمال التهدئة التي لاحت خلال الأيام الأخيرة من الاتصالات الأولى بين كييف وموسكو. وهذا الهجوم قرب مطار لوغانسك، حيث كان يفترض أن تهبط طائرة ال«إليوشين-76» التي تقلُّ مظليين، هو الأكثر دموية في صفوف القوات الأوكرانية منذ إطلاق عملية «مكافحة الإرهاب» في الشرق الانفصالي. من جهته، توعَّد الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، على الفور، الانفصاليين المسلحين الموالين لروسيا ب «رد ملائم» على إسقاطهم الطائرة العسكرية. وقال الرئيس في بيان معلناً الأحد يوم حداد وطنياً، إن «المتورطين في عمل إرهابي بهذه الفداحة سيُعاقَبون، وأوكرانيا في حاجة إلى السلم لكن الإرهابيين سينالون الرد الملائم». وسُجِّلَت أمس خسائر أخرى في صفوف القوات الأوكرانية حين نصب مسلحون موالون للروس كميناً لدورية من حرس الحدود في ماريوبول، ما أدى إلى مقتل 3 عناصر وإصابة 4 آخرين بجروح. وقال الناطق باسم الانفصاليين في لوغانسك، فلاديمير إينوغورودسكي، إن قواته «تحاصر المطار بالكامل». وأضاف أن الطائرة أصيبت بصاروخ مضاد للطيران أطلقه متمردون وسقطت في «منطقة المطار». وأظهرت صور كاميرا المراقبة في المطار شبه صاعقة سريعة في الجو عندما أصيبت الطائرة، ثم لوناً أحمر مترامياً بعد 30 ثانية في الأفق عندما انفجرت الطائرة مع اقترابها من المطار. وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن «الإرهابيين أطلقوا النار بوقاحة وخبث» على الطائرة التي «كانت تنقل قوات بديلة وكانت على وشك الهبوط في مطار لوغانسك»، مشيرةً إلى رصاص «رشاشة ثقيلة». ويأتي إسقاط الطائرة في لوغانسك بعدما تشاور الرئيس الأوكراني الجديد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي في محاولة لاحتواء أعمال العنف التي خلَّفت أكثر من 300 قتيل منذ إبريل الماضي. إلى ذلك، دعا رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو، روسيا إلى المبادرة نحو عملية تهدئة والمساهمة في نزع أسلحة المتمردين الموالين لها ووقف تزويدهم بالأسلحة والمقاتلين الذين يدخلون إلى أوكرانيا، وذلك أمس الأول (الجمعة) في مكالمة هاتفية مع فلاديمير بوتين.