كشف مدير عام الدفاع المدني اللواء سليمان بن عبدالله العمرو، عن وجود توجه يجري العمل عليه حالياً لتصنيع روبوت أو جهاز آلي لانتشال المحتجزين داخل الآبار، معبراً عن أمله في أن يسهم ذلك بأن تصبح حوادث الآبار الارتوازية من الماضي. ووصف الاستعانة بالعنصر النسائي في أعمال الدفاع المدني بأنه مهم للغاية، وقال ل «الشرق» «الاستعانة بهذه العناصر لابد أن تتم في نطاق محدد ومسؤوليات محددة، حيث لا يمكن أن نزج ببناتنا في أعمال الإطفاء والإنقاذ الميدانية، لكن هذا لا يمنع الاستفادة من العناصر النسائية في مهام أخرى في إطار الضوابط الشرعية وتقاليد المجتمع، مثل أعمال السلامة في المدارس والجامعات وكليات البنات، وكذلك في مجالات التوعية الوقائية ضد المخاطر الافتراضية المحتملة»، مؤكداً حرص الدفاع المدني على تنمية وقدرات النساء على التصرف السليم في حالات الطوارئ من خلال الدورات التدريبية والفرضيات العلمية وبرامج التوعية المختلفة. جاء ذلك خلال حديثه للصحافيين عقب ختام حفل تخريج الدفعة التأهيلية ال 58 من متدربي مركز تدريب الدفاع المدني بالدمام البالغ عددهم 1607 أفراد، في مقر المركز بالدمام مساء أمس الأول، برعاية وحضور أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف. وعن وجود طفايات للحريق غير مطابقة للمواصفات في السوق السعودي، كشف اللواء العمرو عن وجود جهود جادة يجري تنفيذها لمنع هذه المنتجات والتجهيزات من دخول المملكة، مؤكداً أن 50% من هذه المنتجات والتجهيزات يتم إعادتها إلى بلد المنشأ بسبب تدني جودتها وعدم مطابقتها للمواصفات القياسية المعتمدة دولياً أو محلياً. وأوضح أن المنتجات الكهربائية متدنية الجودة وغير المطابقة للمواصفات تعد من الأسباب الرئيسة لكثير من حوادث الحريق، فضلاً عن أن كثيراً من الفنيين الذين يقومون بتمديد الوصلات الكهربائية قد لا يكون لديهم التأهيل المناسب لهذا العمل، مؤكداً وجود تنسيق مستمر بين الدفاع المدني وهيئة المواصفات والمقاييس في التصدي لهذه المنتجات الرديئة وإعادة ما يصل منها إلى السوق السعودي إلى بلد المنشأ مرة أخرى من قبل وزارة التجارة، باعتبارها الجهة المعنية بذلك. وحول مخاطر وجود محطات الوقود ومحال بيع أسطوانات الغاز داخل أحياء مأهولة بالسكان، طمأن اللواء العمرو الجميع بأن كافة هذه المحال تطبق أفضل وسائل السلامة المدنية، وأن العاملين بها مدربون تدريباً مناسباً على كيفية التعامل مع حدوث أي طارئ في تلك المحال. وأشار إلى ضرورة تعاون المواطن مع جهود رجال الدفاع المدني ومساعدتهم على أداء مهامهم من خلال إفساح الطريق أمام سيارات وآليات الدفاع المدني وعدم التجمهر في مواقع الحوادث، مبينا أن خطط انتشار وتمركز وحدات الدفاع المدني تهدف إلى اختصار زمن الوصول لمواقع الحوادث بأقل وقت ممكن والتغلب على مشكلة الاختناقات والزحام المروري في بعض الحوادث وذلك من خلال استخدام التقنيات الحديثة، مثل نظام تحديد موقع المتصل وغيرها، مشدداً على أن تعاون المواطنين والمقيمين يظل ضرورة لتحقيق هذا الهدف. وعن حادثة الطفلة لمى التي سقطت بإحدى الآبار الارتوازية في منطقة تبوك، ومدى جاهزية الدفاع المدني للتعامل مع مثل هذه الحوادث، قال اللواء العمرو: «كثير من وسائل الإعلام التي عالجت هذا الحادث سقطت في دائرة الإثارة والمبالغة دون معرفة الصعوبات التي تواجه رجال الدفاع المدني في التعامل مع حوادث الآبار الارتوازية والتي تعد من أصعب الحوادث نظراً لصعوبة وصول رجال الإنقاذ إلى المحتجزين داخل هذه الآبار والتي لا يزيد اتساعها في بعض الأحيان عن 30 إلى 50 سم، فضلاً عن أن كثيراً من هذه الآبار تكون معرضة للانهيار في حالة الحفر في محيطها أو استخدام المعدات الثقيلة»، مضيفاً أن الدفاع المدني بادر إدراكاً منه لأهمية ذلك إلى عقد ورشة عمل دعا لها جميع المختصين من داخل المملكة وخارجها بما في ذلك ممثلي شركات حفر الآبار والمخترعين والأكاديميين لبحث أفضل سبل التعامل مع حوادث الآبار. وأشار اللواء العمرو إلى ابتعاث المتفوقين من الخريجين للخارج من خلال دورات للتدريب التخصصي في مجالات الإطفاء والإنقاذ بالتعاون مع عدد من الجامعات والمعاهد المتخصصة في عدد من الدول مثل كلية الإطفاء البريطانية.