استنكر اللواء عبد الله العمرو -مدير عام الدفاع المدني- تناول بعض وسائل الإعلام لحادثة الطفلة (لمى) التي سقطت بإحدى الآبار الارتوازية بمنطقة تبوك، وقال إن هذه المنافذ الإعلامية وقعت فى دائرة الإثارة والمبالغة، دون معرفة الصعوبات التي تواجه رجال الدفاع المدني في التعامل مع حوادث الآبار. أضاف أن التعامل مع هذه الحوادث يعد الأصعب لرجال الدفاع المدنى، نظرا لصعوبة وصول رجال الإنقاذ إلى المحتجزين داخل هذه الآبار، حيث إن كثيرا منها يكون معرضا للانهيار في حالة الحفر في محيطها أو استخدام المعدات الثقيلة. أشار العمرو إلى أن الدفاع المدني إدراكا منه لأهمية ذلك بادر إلى عقد ورشة عمل دعا لها جميع المختصين من داخل المملكة وخارجها، بما في ذلك ممثلو شركات حفر الآبار والمخترعين والأكاديميين لبحث أفضل سبل التعامل مع حوادث الآبار، لافتا إلى وجود توجه يجري العمل عليه حاليا لتصنيع روبوت أو جهاز آلي لانتشال المحتجزين داخل الآبار. جاء ذلك فى تصريحات على هامش حفل تخريج 1607 من الأفراد المشاركين في دورة التأهيل الفني على أعمال الدفاع المدني، والذى أقيم مساء أمس فى المنطقة الشرقية. وأشار إلى أنه سيتم إلحاق الخريجين بالعمل بمراكز الدفاع المدني في جميع مناطق المملكة، مشيرا إلى أن ذلك يعزز من قدرة رجال الدفاع المدني على أداء مهامهم الوطنية والإنسانية في الحفاظ على مكتسبات الوطن وسلامة أبنائه والمقيمين به. وأشار العمرو إلى أنه سيتم ابتعاث المتفوقين للخارج من خلال دورات للتدريب التخصصي في مجالات الإطفاء والإنقاذ، بالتعاون مع عدد من الجامعات والمعاهد المتخصصة في عدد من الدول مثل: كلية الإطفاء البريطانية. وحول الاستعانة بالعنصر النسائي في أعمال الدفاع المدني قالالعمرو :العنصر النسائي مهم جدا في أعمال الدفاع المدني، خصوصا في ما يتعلق بالمنشآت النسائية، إلا أن الاستعانة به لا بد أن يتم في نطاق محدد، فلا يمكن أن نزج ببناتنا في أعمال الإطفاء والإنقاذ الميدانية، لكن لا يمنع هذا من الاستفادة من العناصر النسائية في مهام أخرى في إطار الضوابط الشرعية وتقاليد المجتمع. وردًّا على سؤال عن مخاطر المنتجات الكهربائية متدنية الجودة وغير المطابقة للمواصفات واستراتيجية التعامل معها، أوضح اللواءالعمرو أن هذه النوعية من المنتجات تعد من الأسباب الرئيسية لكثير من حوادث الحريق، فضلاً عن أن كثيرا من الفنيين الذين يقومون بتمديد الوصلات الكهربائية قد لا يكون لديهم التأهيل المناسب لهذا العمل، مؤكدا وجود تنسيق مستمر بين الدفاع المدني وهيئة المواصفات والمقاييس في التصدي لهذه المنتجات الرديئة، وإعادة ما يصل منها إلى السوق السعودية إلى بلد المنشأ مرة أخرى، من قبل وزارة التجارة، باعتبارها الجهة المعنية بذلك. وعن وجود طفايات للحريق غير مطابقة للمواصفات في السوق السعودية، كشف العمرو عن وجود جهود جادة يجري تنفيذها لمنع هذه المنتجات والتجهيزات من دخول المملكة، مؤكدا أن 50% من هذه المنتجات والتجهيزات تتم إعادتها إلى بلد المنشأ بسبب تدني جودتها وعدم مطابقتها للمواصفات القياسية المعتمدة دوليا أو محليا. ولفت اللواء العمرو إلى ضرورة تعاون المواطن مع جهود رجال الدفاع المدني ومساعدتهم على أداء مهامهم من خلال إفساح الطريق أمام سيارات وآليات الدفاع المدني، وعدم التجمهر في مواقع الحوادث، مشيرا إلى أن خطط انتشار وتمركز وحدات الدفاع المدني تهدف إلى اختصار زمن الوصول لمواقع الحوادث لأقل وقت ممكن والتغلب على مشكلة الاختناقات والزحام المروري في بعض الحوادث، وذلك من خلال استخدام التقنيات الحديثة، مثل نظام تحديد موقع المتصل وغيرها، إلا أن تعاون المواطنين والمقيمين يظل ضرورة لتحقيق هذا الهدف.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: «الدفاع المدني»: وسائل إعلامية تناولت قضية «لمى» بالإثارة والمبالغة