حملت المجموعة الشعرية الخامسة للشاعر البحريني مهدي سلمان، 83 نصاً، توزعت على 154 صفحة، ووزعت تفاصيلها في امتدادات مختلفة بين كائنين وأكثر من طريقة للحب والحياة والهزيمة المطمئنة. في هذه المجموعة يقف سلمان على تفاصيل العلاقة العاطفية التي لا تخلو من وجع واحتفال وخيبة، بكل هذه التناقضات والترادفات التي تشكل اللغة الشعرية الخاصة عند سلمان، وتطوراتها منذ مجموعته الأولى «هاهنا جمرة، وطن، أرخبيل»، الصادرة عام 2007م، والمجموعة الثانية «السكك البصّارة»، الصادرة عام 2008م، والمجموعتين التاليين: «السماء تنظف منديلها البرتقالي» (عام 2010م)، و«أخطاء بسيطة» (2013م). يقول مهدي سلمان، في أحد نصوص المجموعة: فكّرتِ يوماً أين أدفنُ قبلتي لكِ؟ أين أنثرُ ما تبقى من رماد عناقنا؟ أنا لم أفكّر.. ها هي الجثث الذبيحة بين صدري وانتظاري. دراسة تحليلية تنقل القارئ من مكان إلى آخر، حيث يقوم مؤلف الكتاب بدور المرشد في رحلة مثيرة، بدءاً من قراءة تعابير الوجه وصولاً إلى إشارات المرور. يقول سيث جودين (مؤلف كتاب «كل المسوِّقين كذابون»)، عن كتاب دان هيل: «إن 80 % من القرارات تُتخذ بدوافع عاطفية. ولذلك، فإن رجال الأعمال الناجحين في عصرنا الحالي هم الذين يستطيعون التواصل مع الآخرين بشكل يخاطب عواطفهم؛ لذا، فإن قراءة هذا الكتاب ستمنحك الأفضلية على منافسيك». أما الرئيس التنفيذي لمؤسسة إنفيروسيل، باكو آندرهيل، فيرى أن هذا الكتاب يقدِّم »دراسة منهجية متأنية.. مئات الرسائل التي تم توظيفها بدقة وكفاءة لخدمة أهداف المؤلف، عن طريق الإجابة على بعض الأسئلة الأساسية والمهمة، مثل: لماذا تتفوق العواطف على المنطق؟ وكيف نضفي هذه العواطف على العلامات التجارية والماركات والموديلات، والإعلانات، والمبيعات، والمستهلك؟»، مضيفاً أن في ثنايا هذا الكتاب أفكاراً ورؤى تفيد المقبلين على «الدخول إلى حلبة المنافسة». تتكون المجموعة الشعرية الثانية للشاعر السعودي حسين آل دهيم، من 57 نصاً توزعت على ثلاثة أبواب، يقف في كل باب منها على تصوّر يضعه لما حوله. ففي حين يأخذ الباب الأول «سيدي الشعر كان هناك» مساحات الشاعر للبحث في ذاته، في نصه وفي رؤاه، يقترب تنعكس صور 24 صديقاً للشاعر في قصائد الباب الثاني. أما في الباب الأخير «تشكيل آخر لحافة الهاوية»، فينتخب الشاعر من هذا العالم، أصدقاء آخرين هم كائنات ومفاهيم وأزمنة، ليضيء لهم أو يستضاء بهم. ومن أجواء المجموعة، نص الآنية: «الآنية التي تمتلئ بالماء لا تستوعب الحجر بدون إفاضة الآنية مهما تزركشت، لا تضفي على وضاعة محتواها أي قيمة بين الآنية والشفاه تقارب بالريق لو لم يعرف الإنسان الآنية، لبقيت آنيته قيعان الأنهار قيمة الآنية تتجسد في سفرها من وضاعة الطين لرفعة الخزف الآنية وحدها من يستطيع أن يفهم مزاج السائل والصلب والغاز في آنٍ واحد». هذه المجموعة هي المجموعة الثالثة للشاعرة البحرينية منى الصفار، التي تؤكد من خلالها على حضور تجربتها الشعرية، بعد مجموعتها الثانية التي صدرت عن دار مسعى أيضاً «على قدمين عاريتين». في هذه المجموعة تنضج الصفار قصيدتها تحت شمس التجربة، فتأخذها باتجاه الصدق في كشف الذات، واكتشاف الآخر، وربما تكون مرآتها التي بينها وبينه أكثر دلالة على بحثها المستمر عن تلك الحقيقة أو الرؤية كما تصفها في نصوص عديدة في الديوان. ولكل هذا تأتي القصيدة لديها صادمة وحقيقية، ولا تحتاج إلى تزويق أو تزيين، فهي امرأة تعرف حجم خساراتها ولا تهتم. تقول في أحد النصوص: جالساً تربط أصابعك تفك ضحكاتك المصطنعة أمامهن تتظاهر بأنك رجلٌ ورقي أي حب هذا الذي يتقطر منه عمرك كصنبور صدئ؟