شدد الرئيس المكسيكي إنركيه بينيا نييتو على أهمية دور أعضاء البرلمانات وطالبهم بسن تشريعات تحافظ على البيئة من أجل التنمية المستدامة، وتحقيق الأهداف الاقتصادية المرجوة، مستعرضاً المبادرات والبرامج التي اتخذتها حكومته لخفض التلوث البيئي والعمل على إيجاد بيئة صالحة للتنمية المستدامة. جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح أعمال القمة العالمية للمشرِّعين في دورتها الثانية التي تنظمها منظمة المشرِّعين الدولية «جلوب» بالتعاون مع مجلس الشيوخ المكسيكي، ويشارك مجلس الشورى في أعمال القمة برئاسة نائب رئيس المجلس الدكتور محمد بن أمين الجفري، ويضم الوفد أعضاء المجلس الدكتور عبدالله بن إبراهيم العسكر، والدكتور حسام بن عبدالمحسن العنقري، والدكتور علي بن عبدالكريم الثويني. وتهدف القمة إلى تبادل مناقشة التشريعات والتوصيات الخاصة بسن المبادرات التشريعية ذات العلاقة بالبيئة والموارد الطبيعية وطرق تنميتها وحسن استخدامها، وتعزيز التشريعات البيئية، ومناقشة الاستراتيجيات الدولية الجديدة لتطوير التنمية المستدامة. من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن التحدي الأكبر الذي يواجهه العالم هو التغير المناخي، مشدداً على ضرورة سعي الدول لاتخاذ مبادرات لخفض التلوث البيئي وخاصة الغازات الدفيئة. وتهدف القمة إلى الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وطرق تنميتها وحسن استخدامها، وتعزيز التشريعات البيئية والتوصيات الخاصة بسن المبادرات التشريعية ذات العلاقة بالاستراتيجيات الدولية الجديدة لتطوير التنمية المستدامة. ودعا بان كي مون في كلمته التي ألقاها نيابة عنه ممثله السفير توماس أنكل الدول إلى التنسيق فيما بينها للتوصل إلى اتفاقيات ملزمة في مجال التغير المناخي، داعياً إلى الاهتمام بوضع سياسات اقتصادية تساعد على خفض انبعاث الغازات، وإيجاد برامج للحد من التلوث البيئي مثل تشجيع الزراعة، وتنويع مصادر الطاقة. وطالب المشرعين بدعم أهداف التنمية المستدامة في دولهم، ومتابعة تنفيذ الحكومات للأهداف والنتائج التي سيخرج بها مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة الذي سينعقد في باريس العام المقبل 2015 م. في ذات السياق، قال عمدة مدينة مكسيكو سيتي ميغل أنسيرا: إننا نعلم الأخطار الناجمة عن التغير في المناخ، مشدداً على أهمية التعاون الدولي للحد من تلك الأخطار من أجل بيئة نظيفة وتنمية مستدامة. واستعرض جهود المكسيك في الحد من التلوث البيئي، مستشهداً بالمبادرات والبرامج التي اتخذتها في هذا المجال. وفي كلمة مماثلة تحدث رئيس مجلس الشيوخ المكسيكي السناتور الدكتور راؤول سارفانتاس عن الدور الذي يجب أن يقوم به البرلمانيون «المشرِّعون» لحماية البيئة ومصادر الطاقة عبر سن التشريعات ومراقبة تنفيذها. وقال إن مجلس الشيوخ المكسيكي أنشأ لجنة خاصة لمراجعة التشريعات البيئية في المكسيك، مشيراً إلى التعديلات التي تم إجراؤها على الدستور المكسيكي استجابة للتغيرات المناخية في إطار مسؤولية الدولة لحماية شعبها وتأمين البيئة النظيفة للأجيال المقبلة. وشاطره رئيس مجلس النواب المكسيكي في كلمة مماثلة في التأكيد على أهمية دور السلطة التشريعية في سن التشريعات لحماية البيئة، ومراقبة السلطة التنفيذية في التزامها بتنفيذ الاتفاقيات والتشريعات ذات الصلة. وشدد على ضرورة التعاون الدولي للحد من الأخطار الناجمة عن التغيرات المناخية. إلى ذلك، عقدت جلستان استمع خلالهما المشاركون إلى عدد من المتحدثين من رؤساء الوفود البرلمانية المشاركة، ومديري البنك الدولي في عدد من مناطق العالم، ومدير برنامج الأممالمتحدة للبيئة، واستعرضوا خلالهما جهود دولهم ومؤسساتهم الاقتصادية للحد من الأخطار التي تهدد البيئة، وشددوا على ضرورة العمل على تخفيض نسبة الغازات الدفيئة. وأكدوا أن التنمية المستدامة تشكل جزءاً مهماً في اهتمامات الدول، وطالبوا بتشريعات واتفاقات دولية في مجال البيئة ملزمة للدول لحماية البيئة ومصادر الطاقة الطبيعية لدعم التنمية المستدامة. وستناقش القمة العالمية للمشرعين على مدى ثلاثة أيام رأس المال الطبيعي، ووضع تشريعات التنمية المستدامة في العالم وتغير المناخ، والغابات والمياه، والتنوع البيولوجي، والتصحر. تجدر الإشارة إلى أن المنظمة الدولية للمشرعين التي تنظم القمة العالمية للمشرعين كل سنتين، تضم في عضويتها نحو خمسمائة برلماني من أعضاء برلمانات عديد من الدول.