في الحرب العالمية الثانية كان يطلق على القائد الألماني قائد الفيلق الإفريقي «أورين روميل» ثعلب الصحراء، ولنا في الإسكندرية حكايات معه، فقد كان يهدم منازلنا بالطائرات في الصباح، ثم يعتذر لنا بالإذاعة في المساء، وكان محافظ المدينة (عبدالخالق حسونة)، الذي أصبح فيما بعد أميناً للجامعة العربية، يصطحب أهالينا إلى الصحراء رافعاً علم ألمانيا نكاية في الإنجليز، وهم يهتفون «إلى الأمام يا روميل». وقد أصبح ابن روميل فيما بعد محافظاً لإحدى مقاطعات ألمانيا وقام بزيارتنا، وقد حدث أن روميل أثناء الحرب ضل طريقه ودخل مستشفى للجيش الإنجليزي في الصحراء المصرية، فمثّل أنه قائد إنجليزي، وسلم على الجرحى، وشكر الأطباء وانصرف، ولأن الخطأ بالخطأ يُذكر فإن أستاذاً جامعياً كتب في صحيفة الأهرام أيامها يقول (أعجبني جداً ما قاله الجنرال الإنجليزي «أوكنلك» الذي يواجه «روميل»، عندما قال لجنوده وهم يحاربون، فقد قال لهم كلمة موجزة بليغة جداً وهي «لا تترمّلوا»! إنه يدعوهم ألا يموتوا فتكون زوجاتهم أرامل، أو يدعو زوجاتهم ألّا يمتن فيصبح رجالهنّ أرامل أيضاً). والحقيقة أن الأستاذ الجامعي أخطأ، وجريدة الأهرام أخطأت في الترجمة، فقد كان الجنود الإنجليز يعجبون أشد الإعجاب بعدوهم «روميل»، وأراد الرجل أن ينصحهم فقال لهم (Do not be Rommellised)؛ أي لا تعجبوا بروميل، أو (لا تتروملوا)، وليس (لا تترمّلوا). وكان خطأ كبيراً لصحيفة كبيرة!