هل غياب الهدف في حياة الفرد يجعله أسير تكهنات الآخرين وعبث النفس وجنون الفراغ، بعضنا يعيش على الهامش حتى أصبحت أعمالنا وإنجازاتنا مهمشة وضعيفة، يحاول بعضهم أن ينجزها سريعاً دون التأكد من متانتها وسلامتها وصحتها ليتخلص من هذا العبء وكأنه حجر ثقيل، وهناك من يؤجل أعماله وواجباته يوماً بعد يوم حتى يفاجأ بانتهاء السنة دون عمل موجز أو هدف مطبق، كل ذلك يجعلنا نسأل هل ما نقوم به من أعمال وواجبات لأنفسنا ولأسرنا ولمجتمعنا نحن نستمتع بها أو نشعر أنها واجبات مثقلة مضطرين للعمل ومجبرين على القيام بها، سؤالي الآخر لماذا لا نقوم بكل ما ذكرت بحماس ورضا وقناعة أو استمتاع؟ هل هي بعيدة عما نرغب؟ أم أغلب الأفراد منا فرحوا واستكانوا وقبعوا في منطقة الراحة فلم تعد الحياة بالنسبة لهم إلا أوقاتا للمتعة والترفيه المستمر الذي خلف بعده الاستهتار والسهر حتى ساعات الصباح الأولى متجاهلين حتى وظائفهم وأعمالهم. *** نشاهد كثرة الشائعات والأقاويل والتخويف والتهويل من المطر والمرض والتطاول على الآخرين دون وجه حق أمر مع الأسف شائع بين الناس، لماذا يحدث كل ذلك بصورة لافتة ومحيرة؟ أعود لسؤالي هل هو غياب الهدف من الحياة وعدم وضوح الرؤية لمعنى الوجود وغياب مسؤولية الأفراد نحو أنفسهم ونحو الآخرين جعل شريحة كبيرة من المجتمع تنشغل لوقت طويل بهذه الشائعات والأقاويل السلبية وتتناقلها وسائل الاتصالات المعروفة، أين رسالتنا من بعضنا لبعض من الإخاء والمحبة والسلام ومساعدة الغير وحفظ العرض والاجتماع على الكلمة الطيبة والفعل الحسن؟ عندما يغيب الهدف والرسالة تصبح الحياة عبثاً يقذف بها الجاهل دون دراية ولا علم وهذا ما نشاهده من حولنا التي طغت عليه التكهنات والرسائل والأقاويل السلبية المنتشرة بين الناس حتى أحوال الطقس لم يسلم من تكهناتهم وتخويف الناس منها ومحاولة التهويل وزيادة الإثارة والبلبلة، وهل الناس فعلًا يحتاجون لمثل هذه التكهنات؟ هل الفراغ يصنع كل ذلك؟ ينثر العبث والوهم والخوف لعمل شيء من لا شيء، ولماذا لم يتم اختيار الإيجابية في طرح الرسائل والأقاويل التي تبث الطمأنينة والتفاؤل بين الناس، لماذا طغت السوداوية والجمود هذا يجعلنا نقدر قيمة الوعي والنضج الفكري لدور الإنسان وضرورة معرفة أهدافنا ورسالتنا في الحياة. *** الفرد عندما يعيش دون رؤية واضحة لحياته ودون هدف يسير عليه يكون عرضة لكل شيء وإهمال كل شيء، قيمة الإنسان بالعمل والإنجاز والعطاء والسعي والتفكير والتطوير من هنا يثبت الإنسان إنسانيته ودوره في الوجود، قيمة الفرد بالقيام بواجباته نحو نفسه وتطويرها ذهنياً وفكرياً بالعلم والمعرفة ومن ثم واجباته نحو أسرته وعمله ومجتمعه من عطاء وحب ومشاركة وإنتاج، هناك اختيارات وواجبات حسب الأولوية المهم التوازن بينها بحيث يكون الفرد سعيداً في كل ما يقدمه وينجزه لأنه عندما يشعر بالسعادة والرضا يستطيع أن يستمر ويعيش حياة كريمة ومن هنا يأتي الإبداع الروحي والنفسي والعقلي في كل مجال يذهب إليه، لذا مهم أن يكون هدفنا في الحياة واضحاً لنشاهد الطريق الصحيح ونسير عليه فلا فراغ يقتلنا ولا سلبية الآخرين تتحكم بنا ولا أهواء النفس تسيطر علينا، هنا يستطيع الفرد أن يعيش الحياة بتوازن ويعيش الفرح والاستمتاع والراحة في أوقات مخصصة لذلك ويعلم جيداً الأوقات التي تخص كل تلك الواجبات والمسؤوليات وهذا يجعله يعيش في حالة الوعي والنضج المعرفي في الحياة.