نجا قائد الجيش الوطني خليفة حفتر أمس من هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف أحد مقاره في شرق ليبيا وأوقع ثلاثة قتلى من جنوده، كما أعلن أحد قادة هذه القوة. وتوعد اللواء حفتر بالقضاء على الإرهاب، وقال بعد نجاته من محاولة الاغتيال إنه سيرد على الهجوم أضعاف المرات. ونقلت «بوابة الوسط» عنه القول:»سوف ننهي الإرهاب والتطرف والأيام كفيلة بأن تريهم الرد، وسندفع كل ما نستطيع لدحر الذين استنجدوا بكلابهم من الدول الأخرى». ونقلت وكالة «أنباء التضامن» أن مستشفى المرج استقبل أمس ثلاثة جثامين وأربعة مصابين جراء الاستهداف الذي طال المقر الذي كان يوجد به حفتر. ونقلت عن مصدر طبي أن حفتر تلقى العلاج داخل المستشفى بعد أن أصيب بإصابات طفيفة. وأوضح العميد صقر الجروشي «قائد عمليات القوات الجوية» الموالية للواء حفتر أن «هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة استهدف دارة كنا مجتمعين فيها. قتل ثلاثة جنود» مؤكدا أن اللواء حفتر الذي كان موجودا في المنزل عند وقوع الهجوم لم يصب بأذى. وأضاف أن الجروشي أصيب من جهته «بجروح طفيفة» في الهجوم. وهو أول هجوم ضد اللواء المتقاعد خليفة حفتر «71 عاما» منذ أن اطلق في 16 مايو حملة «الكرامة» التي تهدف بحسب قوله إلى استئصال «المجموعات الإرهابية» المنتشرة في شرق البلاد. وتعتبر مدينة بنغازي معقل عديد من الميليشيات الإسلامية المدججة بالسلاح. ودعا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الأحد إلى محاربة حفتر الذي وصفه ب»عدو الإسلام». وكانت جماعة أنصار الشريعة التي اعتبرتها الولاياتالمتحدة «تنظيما إرهابيا» حذرت بدورها حفتر من أنه سيلقى نفس مصير الزعيم الليبي المخلوع الذي قتل في 2011 بعد ثمانية أشهر من النزاع مع المسلحين الذين انتفضوا عليه. وفي طرابلس أصيب مقر الحكومة الليبية الذي استقر فيه هذا الأسبوع رئيس الوزراء أحمد معيتيق، ليل الثلاثاء بصاروخ مما أدى إلى وقوع أضرار لكنه لم يسفر عن سقوط ضحايا، كما ذكرت الحكومة. واستهدف الهجوم الطبقة الثالثة من المبنى الواقع قرب وسط طرابلس. ولم يكن معيتيق في مكتبه لحظة سقوط الصاروخ، كما قال أحد مستشاريه للصحفيين. وعلى الرغم من الهجوم الليلي، توجه معيتيق الأربعاء إلى مكتبه للاجتماع بوزرائه، كما قال مصور لوكالة فرانس برس. وفي ليبيا منذ عشرة أيام حكومتان متنافستان، هما حكومة عبدالله الثني والحكومة التي يرأسها أحمد معيتيق، المدعومة من الإسلاميين. ويحتج أنصار الثني على انتخاب معيتيق في بداية مايو من قبل المؤتمر الوطني العام «البرلمان» رئيسا للحكومة. وأكد الثني أنه سيلجأ إلى القضاء لمعرفة ما إذا كان عليه أن يتخلى عن السلطة، مشيرا إلى طعون رفعها نواب ضد انتخاب معيتيق. وحرصا منه على التهدئة قال الثلاثاء إنه أصدر «تعليمات إلى الأجهزة الأمنية بألا تتصدى لدخول معيتيق وفريقه الأمني إلى مقر الحكومة». وتتعرض مؤسسات الدولة بشكل منتظم لاعتداءات تشنها ميليشيات، مما يؤكد عجز السلطات عن بسط الأمن في البلاد منذ سقوط القذافي في 2011.