وبواسطة مركبة الباثفايندر تم الهبوط على ظهر الكوكب الأحمر؛ ليندلق من أحشائها عربة السوجرنير الأنيقة، يلتمع على ظهرها 200 حجرة ضوئية لالتقاط حزم الطاقة، تتأمل سطح المريخ بعيون ثلاثية الأبعاد، وتنحني تشم أغبرة المريخ الحمراء العابقة بأكاسيد الحديد فتقول: لا المس مس أرنب ولا الريح ريح زرنب. وبدأت جراحة الجينات على يد (خورانا) فأمكن تسخير أقذر البكتريا التي تنشر رائحة البراز الإنساني، ليكتشف أنها أفضل مصنع لإنتاج الأنسولين البشري، ويحلم الأطباء في تسخير هذا الفن، بعد كشف كامل الخارطة الوراثية، في التخلص من 800 مرض وراثي، في جراحات خلوية، على الخلية الملقحة الأولى، قبل أن تتابع دورة انقسامها، وتخصص خلاياها، لتتضاعف الى 70 مليون مليون خلية في 210 أنواع من الأنسجة. واكُتشفت ساعة الموت (تتك) في برنامج الخلايا من خلال تآكل نهاياتها عبر بروتين (التيلومير) ما يشبه نهاية (شواطات =سيور الأحذية) وأمكن للثنائي (جيري شاي و ودرنغ رايت) من استنساخ ترياقه المضاد (التيلوميراز) وحقنت به الخلايا؛ فعاشت في عمر مديد، وصحة وافرة، تذكر بقصة أصحاب الكهف في إطالة الأعمار. وبدأت رحلة كشف الكواكب بما فيها العثور على كرة أرضية توأم لنا على بعد عشرة آلاف سنة ضوئية، من خلال ظاهرة الترنح النجمي (آخر كشف في مطلع 2014 كوكب على بعد 1200 سنة ضوئية ولكن لا أرض فيه بل ماء من أجاج). ونبش من الأرض الانثروبولوجي الأمريكي (تيم وايت) في شرق الحبشة عن أقدم إنسان يمشي منتصباً، ضرب الرقم القياسي في الزمن السحيق، عاش قبل 4.6 مليون سنة أعطاه اسم (أرديبثيكوس راميدوس). ونظر في النجوم الفلكي (آلان ساندج) فقال إني سقيم، بسبب سيطرة أفكار العدمية عليه؛ فلما جنَّ عليه الليل بزغ الإيمان في صدره، وهو يتأمل ملكوت السموات ليكون من الموقنين؛ فاعترف بعد بحث نصف قرن، أن وجود المادة أمر معجز لا يفسره إلا قوة فوق مادية، واستطاع أن يحدد عمر الكون ب 13.7 مليار سنة ضوئية. وطوَّر الروسي من سيبريا (اليزاروف) جراحة العظام بالكسر والمط، ولم تكن تعالج إلا بالتجبير، في كسر لكل مسلمات الأورثوبيديا المعروفة. واستطاع الطبيب (وايدنر) من جامعة لوند في السويد أن يدشن تقنية (زرع الدماغ) بطريقة ذكية، بزرع الخلايا العصبية في الدماغ، وعالج مرض باركنسون بزرع خلايا الأجنة الساقطة، في أدمغة المصابين في مفاجأة لكل قواعد البيولوجيا من ثبات الخلايا العصبية فلا تتجدد ولا تترمم.