تنتشر في أرجاء الباحة سراة وتهامة مساحات مختلفة من الأراضي الزراعية أو ما كانت تسمى زراعية، قسا عليها أهلها فهجروها فقست هي عليهم فغدت كالصخر لا تنبت كلأ ولا تمسك ماء، كانت مصدر الرزق الأوحد لهم قبل النفط وقبل الطفرة وقبل استقدام العمالة، كانت بالنسبة لهم حياة أو موت فإما أن يزرعوها ويسقوها وإما أن يموتوا جوعا هذا ما كان عليه الحال. اليوم لم تعد تلك الذكريات جميلة بالنسبة لهم لأن عدم وجود الماء وهجرة الناس نحو التحضر جعلها تبدو شيئا موحشا، ولكن رغم ذلك يمكن استعادة جمال ورونق تلك الأراضي الجدباء من خلال مقترح أقدمه لمديرية المياه ولمديرية الزراعة بالمنطقة يتلخص في الآتي: بعد إيصال مياه الشعيبة للمنازل كافة سوف تظل السدود على اختلاف أحجامها ومخزونها بمنزلة أوعية تختزن المياه إما للاحتياطي المائي للمنطقة أو لري بعض المزارع، فيمكن أن يتم الاستفادة من ذلك المخزون بجلب المياه من السدود ودفعها نحو الأراضي الزراعية الواقعة بالقرب من السدود وإنشاء خزانات تخزين للأراضي البعيدة من السدود ويتم استصلاح تلك الأراضي إما من أهلها -إذا رغبوا- و إما من شركات زراعية متخصصة تستثمرها وعائدها المادي يعود نصفه لمالك الأرض، على أن يتم زراعة المحاصيل الزراعية المشتهرة بها المنطقة قديما وحديثا ولا سيما الزيتون، وتكون أولوية التوزيع داخل المنطقة أولا حتى يتحقق الاكتفاء الذاتي ثم التصدير للمناطق الأخرى لاحقا، وبالتالي نستطيع أن نرمي أكثر من عصفور بحجر واحد. فالوظائف ستتاح للشباب في الشركات الزراعية، وبالتدريج سوف نحقق اكتفاء ذاتيا من المحاصيل الزراعية، ونستفيد من تلك الكنوز المتناثرة في منطقتنا ونعيد لها دورها الحيوي في حياة إنسان الباحة، نعم ربما المشروع سيكون مكلفا ماديا في بداية الأمر، لكن عوائده جيدة ويمكن أن تطور لأفضل من ذلك. وقفة وفاء: أقف عاجزا أمام هامتك الكبيرة أستاذي ومعلمي الفاضل/ علي بن عبدالله بن يحيى غير أنني لا أملك إلا أن أجزل لك الدعوات الصادقات أن يرحمك رب العالمين وأن يجزيك عني خير الجزاء وعن كل من قدمت له جزءا من حياتك من طلابك ومحبيك، عفا الله عنك وأسكنك فسيح جنانه وجمعنا بك في دار كرامته ومستقر رحمته.