إن تكريم الموظفين المتميزين مطلوب في كل منشأة لرفع أداء غير المتميزين، وأيضاً يدفع المتميزين أصلا إلى بذل مزيد أو على أسوء تقدير أن يحافظوا على مستواهم، كما يجعل المسؤولين والمديرين يعتمدون في التقييم الدوري على معايير واضحة لجميع الموظفين منها انضباطهم بوقت الحضور والانصراف، وجودة الخدمة المقدمة للعملاء، وكذلك الإلمام بسياسات وإجراءات وأنظمة كل منشأة، بالإضافة إلى عدم ارتكاب المخالفات العمالية أو غيرها. وتختلف أنواع التكريم من جهة إلى أخرى، فهناك من يتم تكريمهم مادياً ومعنوياً، أو يصرف لهم مكافأة مع رواتبهم مع شهادة شكر وتقدير، وإقامة حفل تكريم مصغر في موقع العمل بحضور الجميع وتناول وجبات خفيفة، وغيرها من مظاهر احتفالية. إن التكريم الحقيقي هو صياغة عقد العمل بطريقة تمكن الموظف من الحصول على حوافز مادية وغيرها متى ما تميز وأدى عمله بشكل ممتاز، وتزداد أهمية وجود التكريم نهاية الخدمة؛ فالموظف الذي أفنى سنوات من عمره في خدمة جهة معينة، سينتظر في نهاية علاقته بها، أن يكون هناك تقدير للعمل والجهد الذي بذله تجاه هذه الجهة. أما غياب تكريم المتميزين في مجالات العمل في أي موقع كان، فإنه يعود في معظمه إلى نظرة خاطئة تتوهم أنّ التكريم والتحفيز يقود إلى تراخي الموظف أو أن يصيبه شعور بأنه في مأمن من المساءلة، وهذا فهم خاطئ ينتهي معه أحد عوامل مضاعفة الإنتاج وهو التحفيز، كما أنّ الدين الإسلامي يحض على التحفيز والتشجيع. وتجدر الإشارة هنا بأنه يُنظَر دائماً إلى المتميز بأنه موظف كفء ونموذج مؤثر في بيئة العمل؛ لأن المتميز دائما يكون حريصاً ودقيقاً في أداء عمله، وهذا ينعكس على أغلب تفاصيل حياته، فيكون متميزاً حتى خارج عمله من خلال تعامله مع الآخرين وغير ذلك، كما أن للتحفيز طرقاً متعددة، منها: المعنوي بالشكر والثناء، والمادي بصرف مكافآت مادية، أو بالترقيات والتدرج الوظيفي، أو العاطفي من خلال تعاطف المدير مع الموظف المميز وتقدير ظروفه عندما يقع في مشكلة ما ويساعده على تخطيها وتجاوزها لسببين: الأول بحكم الزمالة، والثاني لأن ذلك من مسؤوليات المدير الناجح في أن يحافظ على موظفيه المتميزين والوقوف معهم في أي ظرف. والخلاصة هنا، هو أن التكريم يدفع الموظف دائما إلى المبادرة وتقديم كل ما بوسعه ويزيد من إنتاجيته وعطائه وكفاءته، وأما من جهة أخرى فيجب على المدير الناجح ألا يحبط الموظف غير المتميز، بل يوضح له نقاط الضعف في أدائه وكيف يمكنه تقويتها، أيضاً ينبغي على المدير امتداح الجانب الإيجابي كي يرتقي بمستوى إنتاجية موظفه ويتجنب انتقاده أمام الآخرين، إضافةً إلى تعزيز وتنمية العمل بروح الفريق الواحد الذي هو أساس كل عمل ناجح.