قبل عقد من الزمان وأكثر كان العمل الوظيفي مهمة اعتيادية يقوم بها الموظف خلال ساعات الدوام الرسمي خالية من الأهداف التي تولد في داخله الهمة لكي يحققها، أو من ثمار يجنيها مقابل ذلك المجهود اليومي على مدار العام، وقد كان ذلك سلوكاً سلبياً، ونظرة خاطئة كان نتاجها تعطيل الأعمال وتأخيرها دون أي مبرر، ومع التطور الذي غزا الحياة بشتى نواحيها، وبالأخص بيئة العمل، وولادة شركات ومؤسسات تقدم خدمات مختلفة المجالات لعملائها، واحتضان علم الإدارة الحديث تلك المنشآت بنظرياته المتجددة، وضع أهداف لكل موظف يتوجب عليه تحقيقها مع نهاية كل شهر، ليقيم آخر العام على إجمالي الأهداف المحققة مقابل ما هو موضوع له من أهداف ينبغي تحقيقها، وبالتالي يمنح الزيادة السنوية التي يستحقها، فلم تعد الوظيفة كما كانت وقتاً يمضي لينقضي الشهر ويتسلم كل موظف راتبه، بل غدت عملاً مضنياً وشاقاً يسعى من خلالها كل موظف لإثبات ذاته والتفوق على غيره بتحقيق أهدافه باتقان وجودة عالية للفوز بلقب الموظف المتميز لشهر (...) ومن ثم التكريم الذي سيناله من قبل المنشأة برعاية أصحاب القيادة بقمة الهرم الوظيفي، ويعتبر المدير المباشر صاحب دور مهم في تحفيز مرؤوسيه للنضال والفوز بذلك التكريم من خلال نشر ثقافة التميز والإبداع والتحفيز في بيئة العمل بفتح طرق التواصل الأفقي مع جميع الموظفين، فالتميز رحلة عمل مستمرة على مدار العام لا تتوقف فيها المنافسة، وتتطلب بذل الجهد في ظل التحديات المستمرة والمتسارعة، فتحقيق التميز والمحافظة عليه يتطلب من الموظف إعطاء الكثير مما لديه من الجهد والعمل والتعلم والمثابرة ليتمكن من تحقيق الأهداف المطلوبة وزيادة لما لذلك من إيجابيات وثمار سوف يجنيها، والتي منها التكريم الذي يهدف لتشجيع ورفع الكفاءة بشقية المعنوي والذي يتوجب فيه التنويع حتى لا يمل الموظف من الحصول على نفس الحافز كلما تميز، وبالتالي لا يفقد التميز قيمته في نظر الموظف (الشهادات التقديرية، الهدايا...) والمادي (صرف مبلغ مالي مجزٍ كمكافئة مقطوعة) وكلاهما يهدف لحث الموظف لبذل المزيد من الجهد والعطاء والتطوير لتقديم أفضل الخدمات وأبرز الإنتاجيات لما فيه مصلحة العمل والإرتقاء به، والذي يعود بالإيجابية على الطرفين (المنشأة والموظف) والتميز لا يمكن أن يتمتع به الموظف إلا من خلال الاهتمام بالعميل الذي يعتبر العنصر الأساسي لبقاء المنشأة واستمرارها ونجاحها، وهو من يكرم لأجله الموظف، فهذه الخطوة الإيجابية التي سنها من كانت له نظرة ثاقبة بعيدة المدى لها تأثير قوي في نفس الموظف، وهي ما تجعله يضاعف جهده بصدق وإخلاص من أجل المحافظة على درجة التميز التي نالها، تقول دونا ديبروز - إن تقدير الموظفين ومكافآتهم ليس من الموضوعات التكميلية التي يكون من الطريف أن تقوم بها، فعندما تقوم بتقدير الموظفين ومكافأتهم بصورة صحيحة فإن هذا التقدير يصبح دافعاً قوياً يؤدي إلى الإنتاجية بصورة كبيرة – فكم هي جميله هذه الخطوة التي بدأت تخطوها المنشآت الأهلية لتزرع في نفوس موظفيها الإنتماء والولاء والكفاح.فشكراً لكل من ساهم ويساهم في تكريم المتميزين من منسوبي الشركات والمؤسسات. وجهة نظر خاصة أتمنى أن تجد تفاعل من قبل أصحاب القرار بأن يكون هناك تكريم آخر بالإضافة للتكريم المعنوي والمادي بحيث يمنح الموظف المميز دورات تدريبية ذات مضمون هادف في مجال العمل خارج دائرة المنشأة ليكتسب خبرات إضافية جديدة يستفاد منها في رفع أهداف المنشأة بصفة عامة. همسة : النجاح ملك لمن يدفع الثمن. ومن أصدق من الله قيلاً (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا). ناسوخ: 0500500313