كشفت مصادر مطلعة داخل دائرة التحقيق في قضايا النفس في هيئة التحقيق والادعاء العام في مكةالمكرمة ل “الشرق” أن قاضي التحقيق أمر بعرض المتهم في قضية قتل ابنه على أطباء مستشفى الأمراض النفسية، وكتابة تقرير مفصل عن الحالة الصحية للجاني قبل وأثناء ارتكابه الجريمة، بهدف التعرف على كافة دواعي وتفصيلات الحادثة. وأوضحت تلك المصادر أن الجاني 44 عاماً سجل اعترافه فعلياً لدى قاضي التحقيق في الهيئة بعد أن سجلها في محاضر التحقيق الخاصة بشرطة العاصمة المقدسة بكامل تفاصيل الجريمة، بعد أن قام بتمثيلها أمام لجنة من الجهات الأمنية المختصة، مشيرةً إلى أن السلاح الأبيض كان هو الأداة التي استخدمها الجاني في تنفيذ جريمته وفي ساعة متأخرة من الليل أثناء نوم ابنه عنده في شقته الخاصة بحي الشرائع. ولفتت بعض التقارير الصحية إلى أن الجاني وبعد القبض عليه والكشف عليه مبدئياً من خلال التحاليل الطبية الأولية ثبت أنه تناول كمية من الحبوب المخدرة، و تعاطى سيجارة حشيش قبل الإقدام على جريمته وذبح ابنه وفصل رأسه عن جسده، وإخفاء الرأس في مؤخرة سيارته الخاصة، بغرض عدم التوصل إلى دليل يقود للكشف عن ارتكابه للجريمة. و زارت “الشرق” أمس مقر المركز الصحي بحي الشرائع ( شرق مكةالمكرمة) الذي كان يعمل فيه الجاني قبل أن يتم فصله منه لأسباب مختلفة، وروى أحد زملائه في المركز بعض التفاصيل الدقيقة عن تصرفات الجاني المتقلبة معه خصوصاً ومع بعض زملائه ومديره. وقال ” إن الجاني وقبل أن يفصل من عمله كان يعاني من تقلبات نفسية ومزاجية متكررة، حيث كان يحضر أحياناً منتشياً تعلو الدعابة والفرح محياه، ويمازح الجميع، بينما كان في أيام أخرى يحضر للمركز وهو في حالة غضب شديد، ويهدد بكلمات غريبة لا أتذكر منها إلا مقولته “كلكم في القدر”، ويشير إلينا بيديه واحداً واحداً. ووري جثمان الطفل ( الضحية) أمس الأول في مقابر المعلاة بعد أداء صلاة المغرب عليه وسط ذهول عدد كبير من أقارب وأهالي الطفل، خصوصاً من جده لأبيه البالغ من العمر 77 عاماً، والذي كان يعاني من هول الصدمة التي لحقت به جراء فقده لحفيده المقتول، وابنه القاتل الذي تنتظره عقوبة القصاص.