هنا نشأت، وهناك أعشق، ومَنْ أحببت ها هنا، ربما دفء أمواجها ما جعلني عاشقاً أو عطفاً على ما قيل إن ل الرياح الساحلية سحرها الخاص.. «صباح الخفجي غير صباح الخير متابعيني صباح الجمال مدينتي الجميلة» في تغريدة صباح الثالث عشر من مايو سألتني إحدى المغردات «وين الخفجي» 140 حرفاً لا تكفي للرد على تساؤلها.. «وين الخفجي»؟ «الخفجي» شمال شرق المملكة وعلى ساحل الخليج العربي، تقع مدينة الزهور كما أطلق عليها اليابانيون.. قبل أكثر من ستة عقود، كانت منطقة تنقل لأبناء البادية، الذين يبحثون عن الكلأ والماء ممن لديهم إبل وأغنام لأنها اشتهرت بإخضرار أرضها ووفرة موارد المياه بها في فصل الربيع. في عام 1957م الموافق 1377ه تم عقد اتفاقية الامتياز النفطي بين المملكة العربية السعودية وشركة البترول التجارية اليابانية المحدودة. وفي فبراير 1958م تأسست شركة الزيت العربية المحدودة. بعد ذلك بدأ المواطنون يتوافدون من جميع أنحاء المملكة إلى الخفجي بغرض العمل وكوّنوا بذلك أول نواة لسكان مدينة الخفجي. وقد بدأت الخفجي تنمو تدريجياً ويتكاثر عدد سكانها. من أهم الأحداث التاريخية أن الخفجي استقبلت المغفور لهما بإذن الله الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وسمو الشيخ عبدالله السالم آل الصباح أمير دولة الكويت لحضور احتفال الشركة، الذي أقامته لأول شحنة نفط تم تصديرها، وذلك في عام 1381ه الموافق 1961م. قيل في تسميتها الكثير، ولكنني أحب في نفسي أن أنسب الاسم ل نبات الخفج فهو ينبت في الربيع لونه أشهب وله ورق عريض. كانت الخفجي سور المملكة العظيم عندما حاولت القوات العراقية تمديد رقعة الاحتلال العراقي لدولة الكويت وغزو الأراضي السعودية في معركة استبسل فيها الجيش السعودي، كما صرّح قائد قوّات التحالف آنذاك الأمريكي «شوارسكوف»: «الجيش السعودي هو مَنْ وقف صامداً، وهو مَنْ أخرج القوات العراقية من الخفجي حينما اختبأ الجنود الأمريكان خلف الجدران»، وهذا وراء تسميتها مدينة الصمود. الخفجي مفتاح اقتصادي.. على مدى ستين عاماً، وهي مستمرة ولله الحمد بضخ النفط من أكبر الحقول في العالم. الخفجي واجهة سياحية مع الأسف لا تجد من الأوفياء إلا كل تجاهل.. السؤال نوجهه إلى محافظ الخفجي، أو رئيس البلدية الموقر: «لماذا» الخفجي في الركن المظلم، وهي قادرة أن تكون شعلة مضيئة للساحل الشرقي من الكويت حتى مضيق هرمز؟.