هو جامعهم الوحيد يقيمون فيه صلواتهم اليومية، ويلجأون إليه لأداء فريضة الجمعة.. وعلى الرغم من حالته التي يُرثى لها إلا أنهم مازالوا يصرون على التمسك به بما يمتلكون من إمكانيات.. إنه جامع الجبر الأقدم في محافظة المذنب، حيث تأسس عام 1400ه، وهو الأكبر في مركز العمار، صاحب الموقع الاستراتيجي، حيث يقع في قلب مركز العمار وفي الحي الأكبر للمركز، وتقام فيه أيضاً الندوات والمحاضرات إضافة إلى حلقات تحفيظ القرآن أيضاً. ما يستفز مشاعر الأهالي هو اندلاع حريق في مكتبة الجامع قبل 5 شهور، وآثاره باقية حتى الآن، لم يتمكنوا من ترميمها. «الشرق» التقت بسكان الحي والمصلين في الجامع، فخرجنا بهذه الحصيلة من المعاناة مع مسجدهم الأبرز: في البداية استنكر بدر القاسم على فرع وزارة الدعوة الإسلامية والأوقاف والإرشاد في محافظة المذنب هذا الإهمال الشديد من قبلهم لهذا الجامع الذي يعتبر الأكبر في مركز العمار، وذلك بعد اندلاع حريق في مكتبة المسجد قبل 5 أشهر بسبب تماس كهربائي في أحد الأسلاك في المكتبة. وأضاف قائلاً: نحن ننتظر طوال هذه المدة أي تحرك من قبل فرع الوزارة في المذنب لإصلاح التلفيات في المكتبة والمستودع، ولكن «لا حياة لمن تنادي». متسائلاً: أليس بيتاً من بيوت الله؟ ولماذا هذا الانتظار الذي طال عناؤه علينا؟ مؤكداً أن هذا التأخير لا مبرر له، ما لم تصدر الوزارة ما ينفي ذلك. وقال إمام وخطيب المسجد ترحيب الجبريل: أنا إمام وخطيب الجامع منذ عام 1410ه، ونحن نعاني من غياب الصيانة للجامع حيث إن المئذنة من الخارج مكسَّرة ومهشَّمة، وصارت ملاذاً للطيور لتقيم فيه أعشاشها، وتربي فراخها، وجدرانه مشققة ومتصدعة أيضاً، وكأن الجامع مهجور من الخارج. وأضاف قائلاً: أما من الداخل فهو متصدع أيضاً، بل إن كل شيء فيه قديم. وأضاف الجبريل: تبرع أحد سكان مركز العمار بقطعة أرض كبيرة ومجاورة للجامع، حيث إنها ملاصقة له من الجهة الشمالية ولها مواقف، وذات مساحة كافية لبناء مجمع سكني وليس جامعاً فقط، وذلك قبل 15 سنة. وقال: نحن في انتظار فرع الوزارة لإعادة بناء المسجد أو ترميمه، أو ننتظر فاعل خير يتكفل ببناء الجامع، والاستفادة من الأرض المتبرع بها في بناء مرافق أخرى للجامع، مضيفاً إن الأمر المخجل أن الأرض المعنية صارت أشبه بمستودع لمستلزمات مشروع الصرف الصحي، ما أدى لتراكم النفايات التي صارت تجاور المسجد، ما يجعلنا نجتر الآهات والأسى دون طائل. وقال فهد المطيري: نحن سكان الحي من ندفع ونجمع الأموال لصبغ جدران وأبواب الجامع، وأيضاً إصلاح بعض التوالف، وقد قمنا بشراء مستلزماته، وكذلك متطلبات المكتبة قبل الحريق عدة مرات، ونحن على هذا المنوال دون أي منة فهذا من فضل الله، وذلك لتمسكنا بهذا المسجد الجامع، لكن ما نأمله هو تحرك الجهات المعنية لمساعدتنا على حل مشكلته بشكل جذري لا ترقيعي. محمد المطيري تحدث قائلاً: لم ينل هذا الجامع حظه من برنامج خادم الحرمين الشريفين لبناء وترميم المساجد الذي يبلغ قرابة 500 مليون ريال. متسائلاً بقوله: لماذا لم ينل مسجدنا نصيببه من هذا البرنامج الضخم الذي يخدم بيوت الله؟ حيث إن جامعنا أكبر جامع في مركز العمار وضواحيها، وفي صلاة الجمعة يزدحم من كثرة المصلين فيه، فنحن نلاحظ أن بعض الصفوف تكون في الشارع متجرعين حرارة الشمس الحارقة وقساوة «الإسفلت» في الجلوس والسجود غير مبالين بذلك من أجل كسب الأجر، لكن ألا يحرك ذلك الجهات المعنية لتجد حلاً لهؤلاء الذين يتجرعون مرارة حرارة الشمس أسبوعياً؟ خاصة في ظل تسارع وتيرة دخول فصل الصيف الحارق. من جهة أخرى تواصلت «الشرق» مع مدير فرع وزارة الدعوة الإسلامية والأوقاف والإرشاد الشيخ صالح القويفل، لكننا لم نتلقَّ أي رد بخصوص استفسارات الأهالي حتى لحظة إعداد هذا التقرير.