يركز الزميل محمد الدعفيس، في مجموعتيه القصصيتين «لا وقت للحلم» و«رحيل» الصادرتين عن دار الأدهم المصرية، على الإمساك بعناصر القصة القصيرة جداً من التكثيف والإيجاز والإيحاء، والخاتمة المفاجئة، معتمدا على النصوص مفتوحة التأويل والدلالات، والمتخمة بالإسقاطات المدروسة والرموز، ومتكئاً على لغة شاعرية تمزج بين عذوبة اللغة ودلالة الفكرة. تلونت مواضيع المجموعة الأولى بألوان القهر والسواد، وجاءت متأثرة بما يجري في بلده (سوريا)، متطرقة إلى مواضيع ذات صلة بالفقر والحرمان، جانحة إلى الدلالة الإيحائية العميقة المركبة، وإلى التهكم والسخرية المرة أحياناً. وتبدو المجموعة في مجملها عبارة عن لقطات وومضات تكوّن في النهاية فيلماً مريراً للواقع المعاش. وفي مجموعته «رحيل» يركز في قصصه على رحيل القيم والحب وحتى الإنسان، راصداً أوجاع هذا الرحيل وندباته. كما تبحث النصوص على القيم والمقولات باعتمادها على السرد بلغة شاعرية محكمة، وعلى عناصر القص التي تركز على وحدة الزمان والمكان وعمق الفكرة وقدرتها على الإدهاش.