يُنظم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت (الملتقى الثاني للسرد) بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الفترة من 6-8 مايو الحالي، ويشارك من قطر الدكتور أحمد عبدالملك في الملتقى بورقة علمية حول اتجاهات الرواية القطرية. كما تشارك في الجلسة الثامنة للملتقي الكتابة في صحيفة الشرق الدكتورة هالة القحطاني من خلال تقديم شهادة ثقافية عن تجربتها الكتابة السردية. وحول الورقة العلمية التي سيقدمها الدكتور عبدالملك حول اتجاهات الرواية القطرية قال بأن مجال الرواية القطرية ما زال غير مُكتشف في الدوائر السردية والأدبية العربية ، وذلك يعود إلى حداثة الرواية القطرية ، إذ لم تظهر الرواية إلا عام 1993، على الرغم من وجود قصاصين وقاصات منذ الستينات ، إلا أن ذلك لم ينتج عنه اتجاهُ روائي في تلك الفترة. وعن الورقة التي سيقدمها في الملتقى، قال د. عبدالملك : إن الورقة سوف تتناول لمحة تاريخية موجزة لتسلسل إصدار الروايات القطرية واتجاهاتها ، وكذلك مبحث حول أساسيات الفن الروائي. وأضاف: إن هذا المبحث ما زال غير مُدرَك لكثيرين ممن جرّبوا الكتابة الروائية، وأن عدم اهتمام الكاتب للرواية بموضوع السرد وهو الأهم في تشكيل الرواية يعتبر ضعفاً أساسياً في بعض الروايات التي ظهرت في الآونة الأخيرة . كما أن أركان الرواية هي : الحدث ، الشخصيات ، الزمان والمكان . وحول هذا الموضوع أشار د. عبدالملك إلى أنه من الأهمية بمكان رسم الحدث بدقة وتصاعد في الأحداث حتى الذروة وبالتالي الحل ، كما أنه لا يجوز أن تدخُل أحداثٌ في الرواية تتضاد مع تصاعد الأحداث ، كما أن الشخصيات لها دور في تنمية الحدث وإثرائه بأنماط تفكيرها وسلوكياتها وأقوالها ، ومن الضرورة أن يقدِّم الكاتب الروائي التوصيفَ الدقيق للشخصيات التي يُحركها داخل الرواية متجنباً التناقض في تفكير وسلوك الشخصية . وأضاف إن عدم وعي البعض بأساسيات الرواية جعل الإنتاج الروائي ضعيفاً ومتذبذباً ، ذلك أن بعض النماذج التي ظهرت في الآونة الأخيرة في منطقة الخليج بدَت أقرب إلى الحكايات والهواجس أو النقل الفوتوغرافي لأنماط الحياة والعلاقات بين الناس ، دونما اقتراب من الفن الروائي الذي تحكمة تلك الأساسيات . كما أن استسهال كتابة الرواية في المنطقة قد أفرز لنا أنماطاً من الكتابة بلا هوية ، فلا هي رواية ولا هي قصة قصيرة ولا هي خواطر . كما أن عدم اهتمام بعض الكتاب بحتميات المكان والزمان جعل بعض الأعمال هائمة في مدارات غير محددة ، وغير مفهومة لدى القارئ ، ذلك أن الحدث لا بد وأن يرتبط بالمكان والزمان ، ولا بد من إدراك القارئ لأثر هذين العُنصرين على تنامي أحداث الرواية.