دفعت العواصف الثلجية وسوء الأحوال الجوية إلى عزل نصف سكان الجزائر، وإلغاء عدة نشاطات سياسية كانت مخطط لها نهاية الأسبوع الجاري، ومنعت عدة قادة أحزاب من تنظيم تجمعاتهم الخطابية. وقررت جبهة العدالة والتنمية قيد التأسيس تأجيل تنظيم مؤتمرها التأسيسي الذي كان مقررا لها أمس إلى الأسبوع المقبل، بسبب صعوبة انتقال مندوبي المؤتمر إلى العاصمة حيث يجتمع مؤتمر الجبهة العام، وأفادت نشرة للأرصاد الجوية أن العواصف التي اجتاحت 24 ولاية أحدثت حالة طوارئ وشلت حركة المرور في أكثر من 200 طريق دولي ومحلي، وتجاوز سمك الثلوج المتر الواحد، بينما تمكن قادة بعض الأحزاب من الالتقاء بقواعد حزبهم النضالية رغم هذه الحالة الاستثنائية، وشحذ هممهم قبل موعد الانتخابات البرلمانية المقررة شهر مايو المقبل. واجتمع أحمد أويحيى زعيم التجمع الوطني الديمقراطي (القوة الثانية في البرلمان) بقادة حزبه بالجزائر العاصمة، وقال إن حزبه لا يخيفه الإسلاميون، معترفا أن حضورهم في الساحة الجزائرية واقع يجب الاعتراف بهم، موضحا أن حزبه يستطيع منافستهم على الأرض. ودعا أحمد أويحيى أنصار حزبه إلى الشروع في الاستعداد للموعد المقبل، معترفا أن هذا الموعد مختلف عن سابقيه نظرا للمتغيرات المحلية والإقليمية، قائلا “الانتخابات المقبلة ستكون شرسة ويتعين علينا أن نستعد أكثر من أي وقت مضى”. وطالب أويحيى مناضليه النزول أكثر إلى الميدان والاحتكاك بالمواطنين، وتبني انشغالاتهم، كما أجرى أويحيى الوزير الأول وأمين عام التجمع الوطني الديمقراطي سلسلة من اللقاءات الولائية مع إطارات حزبه استعدادا للانتخابات المقبلة. ومن جهته دافع عبد العزيز بلخادم عن أحقية الحزب الفائز بأغلبية مقاعد البرلمان بأن يتولى تعيين رئيس الوزراء، وهو ما لا يتضمنه الدستور الحالي، على الرغم من تمتع حزب جبهة التحرير الوطني الذي يقوده بلخادم الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة في الحكومة الحالية لا يحوز على حقيبة رئيس الوزراء، وهي إشارة قوية إلى رغبة حزب الأغلبية البرلمانية إلى تضمين الدستور المقبل هذا التعديل. وتوقع عبد العزيز بلخادم فوز حزبه بأغلبية مقاعد البرلمان المقبل، على غرار الدورة الماضية، وشرح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن حزبه لا يزال يتمتع بالقوة الشعبية التي تؤهله إلى السيطرة على مقاعد البرلمان المقبل، مشيرا إلى أن حجم الإسلاميين لن يتغير بناء على دراسة تحليلية أجراها حزبه قبل نحو ثلاثة أشهر.