قمت بزيارة معرض إثراء المعرفة وما لفت انتباهي المعرض كله بتفاصيله، في خيمة الطاقة التي كانت تهدف إلى الترشيد والتقليل من استخدام الكهرباء، علق في ذاكرتي من نصائحهم: عليك بفصل الشاحن عن الجدار حتى ولو لم تصله بجوال بالإضافة إلى اختيار أجهزة الإنارة التي تستخدم أقل جهد كهربائي، وأنا أستمع لما يُقال، دار في مخيلتي تساؤل بريء: هل يُعقل أن هذا الصرح بمعارضه وملحقاته وخيامه يعمل بالطاقة الجاشيكية؟؟ – عزيزي القارئ لا تحاول البحث عن هذه الكلمة في محرك البحث جوجل لأنها باختصار من صنع بنات أفكاري المحتشمات- إن الطاقة التي استخدمت في فترة المعرض التي استمرت لشهر توازي نصف ما استخدمه سكان الأحساء! – أيضًا لا تحاول أن تستشهد بهذه الإحصائية لأنها من جيبي الخاص -. طبعًا لأن المعرض من تنسيق أرامكو وما أدراك ما أرامكو؟؟ فالتنظيم والصفوف والطوابير سمة عامة، لو لم يكن من فوائد زيارة إثراء المعرفة إلا أن الناس تلتزم بالنظام لكفى، موقف حصل معي شخصيا، كانت هنالك خيمة تحت اسم أسماء الله الحسنى، وحتى تدخل أي خيمة عرض لا بد أن تجتاز ذلك الممر الذي يشبه الأفعى في انعطافاته، والبوابة عليها أربعة أشخاص لتنظيم عملية الدخول، وصادف وصولي خلو تلك الممرات الأفعوانية من الزوار، لذا قلت لماذا أدخل هذه المتاهة وألف وأدور فلأدخل مباشرة من البوابة وكما تعلمون إن الخط المستقيم هو المسافة الأقصر الذي يصل بين نقطتين، ذهبت لهم حاملًا نظريتي «الفيثاغورسية» الذي حصل أنهم منعوني من الدخول وطلبوا مني أن أجتاز تلك المتاهة سألته مستنكرًا لماذا هذا العناء؟؟ ولا وجود لأحد غيري، فرد عليّ بكلمة واحدة: النظام، فرددت عليه بكلمتين (لاحظوا الاقتصاد في الكلمات): إنها أرامكو!! تطبيق النظام أم روح النظام؟؟ النظرية البشرية الجدلية القائمة في علم الإدارة، لكن بتجرد أنا ضد الفوضوية. نقطة ختام: ما طُرِح في المقال من باب الدعابة، أرامكو تتقن الإتقان، رسالة لبقية الجهات والشركات أن تحذو حذوها في خدمة المجتمع.