تتعرض أحواش الماشية بالجبيل إلى غارات من «لصوص الحلال».. وتأتي هذه الغارات بشكل عشوائي وغير منتظمة وفي أوقات مختلفة من السنة، وكذلك اختيار أوقات مناسبة للمداهمة في أوقات خلو الأحواش أو وجود ثغرة معينة.. وكشفت جولة «الشرق» على أحد الأحواش أن اللصوص يبتكرون أساليب حديثة كلما شعروا بمعرفة أصحاب الأحواش بسرقات حدثت. وطالب ملاك الماشية بإجراءات تحميهم من هذه السرقات. وقال مربي الماشية محمد الشمري: نعاني فعلا من تزايد مستمر وتحايل أكثر من قبل السارقين، فكل يوم نسمع بقصة جديدة ورواية جديدة للسرقات. وقال: أنا شخصياً سرقت مني في وقت واحد 7 رؤس من الغنم ولم أجدها» مشيراً إلى أن تكرار هذه السرقات تسبب خسائر مادية متوالية. وأكد الشمري أن السرقات تشمل أغلب ملاك الأغنام وهي ليست مقتصرة على شخص بعينه. مشيراً إلى أن أحد الملاك تعرض لسرقة ما يقارب 70 رأسا من الأغنام وآخر سرقت منه 25 رأساً، ومسلسل السرقات مستمر. وأوضح أن اللصوص لديهم فنون مختلفة في السرقة، لافتاً إلى أنهم احتالوا في إحدى المرات على راعي الغنم وأوهموه أن سيارتهم تعرضت للتغريز وما إن ذهب لمساعدتهم حتى غافلوه وقاموا بسرقة الحوش الذي يعمل على حراسته، وهي إحدى الطرق التي يتفننون فيها ويبتكرونها بشكل متتال. أما فهد المطيري فذكر أن السرقات تكون بين فترة وأخرى في فترات متباعدة حتى لايحتاط أصحاب الحلال، كما أنها تكون بآخر الليل، أو في وقت الظهيرة بسبب عدم وجود أصحاب الماشية. إما لفترة الغداء أو للراحة بعد يوم مثقل بالتعب. مستغلين هذه الفترات للقيام بغاراتهم وسرقة ما يتمكنون منه. صويلح صلاح سوداني الجنسية يعمل على حراسة أحد الأحواش، ذكر بأنهم يعانون من كثرة الكلاب بحظائر المواشي وقال: لايوجد للبلدية، أو أي جهة أخرى أي أثر أو تدخل لمنع أصحاب الحظائر منها. وتحدث سليمان نافع عن تجربته الشخصية ذاكراً بأن السرقات موجودة لكن غالباً ما تكون من شهر إلى شهر ونصف، ملمحاً إلى عدم تكرار عمليات السطو على أملاكه بشكل شخصي. وقال: لم يتعرض حلالي لسرقات متكررة، ولله الحمد. لكن نافع حذر من موضوع اعتبره أشد خطورة وهو أن العصابات التي تسرق الماشية من مناطق أخرى مثل النعيرية أو الخفجي ومن ثم يقومون ببيعها بأسعار متدنية نوعاً ما، مقارنة بسعر السوق الحقيقي. مشيراً إلى أن هذه الصفقات قد تربك السوق أحياناً، وتوقعنا في مشكلات. وأضاف: نحن نأخذ الحيطة والحذر من هؤلاء الأشخاص حيث نقوم بطلب صورة من الهوية حتى يتم التأكد بأنه هو صاحب الماشية، فالبعض منهم يتجاوب والبعض الآخر يرفض أو يهرب من السوق بعد كشف حقيقته. مطالباً الجهات المختصة بحماية سوق الماشية من هذه السرقات وأن تكون متيقظة لحماية المواطنين وأصحاب الحلال من تكبد الخسائر، سواء من خلال نقص ماشيتهم أو التأثير في الأسعار. من جهته قلل الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي من حجم سرقات المواشي في الجبيل والنعيرية. وقال ل «الشرق»: إن بلاغات سرقات المواشي في محافظة الجبيل وكذلك محافظة النعيرية تعتبر محدودة، إذا ما تم مقارنتها ببقية السرقات والقضايا الجنائية إجمالاً. وأضاف: «يهتم المختصون بقسم الشرطة بالتعامل مع السرقة وإن كانت قليلة جداً في حال وقوعها واتخاذ إجراءات الضبط الجنائي اللازمة في حينه من قبل المختصين بقسم التحقيقات والأدلة الجنائية وتمرير معلومات القضايا لقسم التحريات والبحث الجنائي حتى يتم القبض على الجاني وإحالته لهيئة التحقيق والادعاء العام». وقال: تحظى الأسواق بأنواعها التجارية والمركزية والشعبية بما في ذلك أسواق الماشية بتغطية أمنية من دوريات الأمن بأنواعها المتعددة، موجهاً اللوم لأصحاب الماشية أنفسهم قائلاً: إن معظم سرقات الماشية التي تتم من خلال الأحواش تقع بسبب تهاون ملاك تلك الأحواش في وضع الاحتياطات الأمنية لها كوضع الأسوار المناسبة والأقفال وتأمين الحراسة اللازمة لها.