رأى رعاة أندية ثقافية أهلية في المنطقة الشرقية أن شركة أرامكو السعودية لم تعكس مكانتها الاقتصادية على الجانب الثقافي في المنطقة بالشكل المطلوب، على الرغم من كونها سباقة في هذا الشأن من خلال برامجها الإذاعية والتليفزيونية في وقت سابق، إضافة إلى مجلتها «القافلة». واستضاف نادي المنطقة الشرقية الأدبي، مساء أمس الأول، في أمسية «دور الصالونات الثقافية في تنمية الوعي المجتمعي»، رعاة منتديات «الثلاثاء الثقافي في القطيف» (المهندس جعفر الشايب)، و«ديوانية الثلاثاء في الخبر» (الدكتور أحمد العلي)، و«منتدى حوار الحضارات في القطيف» (الكاتب والإعلامي فؤاد نصرالله)، وقدم الأمسية عضو النادي الأدبي الشاعر محمد الدميني. وقال الشايب إن شركة أرامكو السعودية لعبت دوراً في الشأن الثقافي من خلال نشاطها الإذاعي والتليفزيوني، إضافة إلى مجلة «القافلة»، لكن أعتقد أنه يمكنها تقديم مزيد، وتسهم بشكل أكبر في الأنشطة الثقافية. وفي رده على سؤال ل»الشرق» حول الصالونات الأدبية، أوضح أنها لم تقدم الدعم الكافي للمرأة، وكثير من المنتديات تتحفظ على استضافة المرأة رغم حضورها الضروري. ورأى الكاتب فؤاد نصرالله أن أرامكو السعودية رغم دورها الكبير إلا أنها لم تلتفت إلى الأندية الأهلية يوماً. وأوضح الشايب أن المنتديات والصالونات الثقافية تمثل رافداً للأنشطة الثقافية من حيث فعالياتها واتساع مجالها وعددها الكبير، مبيناً أن أبرز ما يميزها أنها «أهلية تطوعية مستقلة في اختيار مواضيعها وضيوفها، فضلاً عن انتظامها طوال العام، ما يجعلها مصدراً لصناعة الرأي، وبخاصة أنها تعتمد على آلية الحوار والجدل أكثر من المنابر التقليدية». وأشار الشايب إلى رصد الباحث سهم الدعجاني 39 صالوناً أدبياً في كتابه «الصالونات الأدبية في المملكة» الصادر في 2006م، مبيناً أن بحثاً آخر رصد 45 منتدى أهلياً في 1430ه، مضيفاً أن إحصائية رصدت وجود 64 منتدى ثقافياً، تأتي الشرقية على رأس القائمة بوجود 30 منتدى ثم الرياض ب17 منتدى والغربية بعشرة منتديات، والأخرى موزعة على بقية المناطق. وقال الشايب: في تقديري يوجد نحو مائة منتدى. وقسم الصالونات إلى ثلاثة أنوع: منتديات احتفائية لتكريم الشخصيات الأدبية والعلمية، ومنتديات تتناول قضايا تعزز الحوار الوطني ونشر الوعي، والثالثة ملتقيات اجتماعية تطرح مواضيع بناء على اهتمام القائمين بها. ورأى أن المنتديات أسهمت في إطلاق حرية الرأي والتعبير، وعملت على نقل الفرد من أحادية التلقي إلى تبادل الآراء، معتبراً أن طرح ومناقشة الآراء يميز المنتديات، التي لا تكون متاحة لمنابر تقليدية، إضافة إلى مساهمتها في سد الفراغ الناتج عن وسائل التثقيف التقليدية. وبيَّن أن المنتديات تركز في مهامها على توسيع أرضية الحوار والتلاقي بين مختلفة الأطياف الثقافية والفكرية، وتعمل على بلورة مشروع ثقافي وطني. وذكر الشايب أن أدوار المنتديات تكمن في تعزيز التواصل المعرفي والفكري، مبيناً أن المنتديات المنغلقة على نفسها تفقد كثيراً من حيويتها وفعاليتها. من جانبه، تحدث الدكتور عبدالله العلي، راعي ديوانية الثلاثاء في الخبر، عن مراحل تكوُّن الديوانية، التي بدأت في عام 1993م، للتحول بعد ذلك إلى جلسة أسبوعية يحضرها رواد الديوانية وتستضاف فيها شخصيات ثقافية وعلمية وطبية. وأوضح أن المنتديات الأهلية أسهمت في إطلاق مبادرات تطوعية لخدمة المجتمع، مشيراً إلى مبادرة «أنقذ حياة» التي خرجت من مظلة ديوانية الثلاثاء، وتبنَّتها الإدارة العامة للتربية والتعليم في الشرقية ثم وزارة التعليم. وبيَّن راعي منتدى حوار الحضارات فؤاد نصرالله، أن الأندية تلعب دوراً في تحريك الواقع والثقافة والتواصل بين الأجيال، مبيناً أنها ليست بمعزل عن التحولات التي تُجرى حولها، مضيفاً أن كل منتدى له أهدافه ومنطلقاته وتحكمها تلبية حاجة عصرية من أجل التقدم المجتمعي. وذكر أن المنتديات جاءت رداً على نقص أداء المؤسسات الثقافية الرسمية، مضيفاً أن استمرارية المنتديات الأهلية مرهونة بوجود خطة متماسكة واستقطاب ضيوف يعبرون عن المجتمع. وقال نصرالله إن المنتديات الأهلية تختلف عن الرسمية في عدة جوانب، أبرزها التعددية والمرونة، والاستجابة للأحداث اليومية، مضيفاً أن المنتديات الأدبية لا تستبعد التعاون مع المؤسسات الثقافية الرسمية، لما تتصف به من مرونة في التعامل مع الأنشطة. وشهد ختام الأمسية توقيع عدد من إصدارات النادي الأدبي الأخيرة، لكل من الدكتورة مريم أبوبشيت، ومحمد الشماسي ومالك فتيل.