المحافظة على الموارد الطبيعية بخاصة المياه مطلب وطني من كل فرد يعيش على أرض السعودية، فعلينا جميعاً دور في ترشيد استهلاك المياه للمحافظة عليها واستخدامها في الزراعات قليلة الاستهلاك للمياه وتوفيرها في كل شيء يفيد الإنسان نفسه، وقد ظهر ذلك جلياً في القرار الوطني والتاريخي لإحدى شركات الألبان المعروفة بإيقاف زراعة الأعلاف في السعودية والاعتماد على استيرادها وتوفيرها من الخارج بالكامل، وكانت تلك خطوة رائدة من الشركة التي جاء قرارها من خلال وعي مجلس إدارتها بأهمية المياه كمورد وطني يجب الحفاظ عليه. إن مثل هذه القرارات تؤكد أن البعد الوطني والاستراتيجي متوفر بصورة كبيرة في الشخصيات التي تمتلك وتدير شركات كبرى، فهذه الشركة مثلما تسهم في توفير المواد الغذائية الرئيسة وتسهم في سد احتياجات السوق المحلية وبعض الأسواق الخارجية، تنظر إلى قضية المياه بصورة استراتيجية كأحد الموارد الطبيعية المهمة التي يحتاجها كل إنسان يعيش على أرض المملكة العربية السعودية، فإيقاف زراعة الأعلاف في السعودية سيوفر وفقاً لإحدى الدراسات 96% من استهلاك قطاع الألبان من المياه، وهذه النسبة العالية التي تستهلكها الأعلاف تحتم على الشركات الزراعية والألبان أن توقف زراعة الأعلاف والاتجاه نحو الاستيراد من الخارج أو ضخ استثمارات زراعية في دول لديها وفرة مائية ومناخ جيد لتوفير هذا المنتج الذي تحتاجه قطعان ومزارع الأبقار التي تنتج الألبان ومشتقاتها كمنتجات غذائية رئيسة للدول. إن التحرك الوطني لبعض الشركات يجب أن يقدر من قِبل المسؤولين، وأن تقوم الجهات المسؤولة بدعوة الشركات المماثلة لوضع آليات جديدة في زراعة الأعلاف وإيقاف زراعتها لتوفير هذه النسب العالية من استهلاك المياه، فإن توفير 96% من الاستهلاك المائي في قطاع الألبان يجعل هذا النوع من الاستثمارات الغذائية مجدياً وموفراً للموارد الطبيعية بخاصة المياه بعد استهلاك 4% فقط من المياه مع إيقاف زراعة الأعلاف. وفي النهاية أتمنى أن نرى كافة الشركات والمؤسسات والأفراد يسهمون بفعالية في ترشيد المياه والابتعاد عن أي زراعة تستهلك كميات كبيرة، خاصة أن الموارد المائية في السعودية تكونت عبر آلاف السنين ويجب أن نحافظ عليها لنستمتع بها وتستفيد منها الأجيال القادمة، وتسهم بشكل فعال في استمرار الصناعات الاستراتيجية التي تحتاجها البلاد، وعلى الجميع دعم أي قرار إيجابي يكون في مصلحة الوطن والمواطن.