نفى المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري ما تردد في الآونة الأخيرة حول إمكانية حل السلطة الفلسطينية وتفكيك الأجهزة الأمنية التابعة لها، قائلاً إن «هذه الأنباء عارية عن الصحة ولم ولن تطرح بتاتاً على السلطة الفلسطينية أو في اجتماعاتها». وقال الضميري لوكالة الأنباء الفلسطينية «معا» أمس إن مصطلح «حل السلطة» اختلقته إسرائيل لإيجاد بلبلة في الشارع الفلسطيني وللضغط على السلطة الفلسطينية لعرقلة مسيرتها نحو بناء الدولة ومؤسساتها. وأضاف الضميري أن «السلطة الفلسطينية ثمرة كفاح فلسطيني وليست صدقة من إسرائيل والولاياتالمتحدة، وأنشئت على قاعدة نقل الشعب الفلسطيني إلى دولة مستقلة». وأكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الفلسطينيين لا ينوون حل السلطة الفلسطينية في حال فشل مفاوضات السلام المتعثرة مع إسرائيل. وقال عريقات «نحن لا نتحدث عن حل السلطة الفلسطينية. ولا أحد فلسطيني يتحدث عن حل السلطة الفلسطينية من قبل الجانب الفلسطيني». وأضاف «إجراءات حكومة إسرائيل برئاسة بنيامين نتانياهو اليومية هي التي تقضي على السلطة وتدمرها يوميا بشكل ممنهج». وبحسب عريقات فإن الإجراءات الإسرائيلية «ألغت الاتفاقيات الموقعة والولاية القانونية والأمنية والاقتصادية والوظيفية للسلطة» مؤكداً أنه «من المستحيل» القبول باستمرار هذا الوضع المفروض من قبل إسرائيل. من جهته قال جبريل الرجوب وهو عضو بارز في حركة فتح التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس لراديو إسرائيل إن الزعامة الفلسطينية في رام لله تفضل الاستمرار في مفاوضات السلام المتعثرة، غير أنها تطالب بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ووقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وحذر مسؤول فلسطيني كبير الأحد من أن الفلسطينيين يلجأون إلى حل السلطة الفلسطينية إذا ما فشلت مفاوضات السلام الجارية مع إسرائيل برعاية أمريكية، وذلك في الوقت الذي تبدو فيه هذه المفاوضات على قاب قوسين أو أدنى من الانهيار. من جانبها، وصفت الولاياتالمتحدة تفكيك السلطة الفلسطينية التي أنشئت عقب اتفاقيات أوسلو 1993 «بالخطوة القصوى»، محذرة من أنها قد تهدد المساعدات المالية الأمريكية للفلسطينيين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي «بذل المجتمع الدولي وأيضا الفلسطينيون قدرا كبيرا من الجهود لبناء مؤسسات السلطة الفلسطينية، وبالتأكيد لن يكون من مصلحة الشعب الفلسطيني فقدان كل ذلك». وسبق للفلسطينيين أن لوَّحوا بخيار حل السلطة التي أنشئت بموجب اتفاقات أوسلو في 1993 لإدارة مناطق الحكم الذاتي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولكنها المرة الأولى التي يطرحون فيها هذا التهديد منذ استؤنفت مفاوضات السلام المباشرة بينهم وبين إسرائيل برعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في يوليو الفائت. ومؤخرا تعثرت هذه المفاوضات وهي تقترب أكثر فأكثر من شفير الانهيار.