وثق علي بن إبراهيم بن مطلق الغفيلي -معلم متقاعد- حبه لمحافظة الرس، بصور تعود إلى عام 1386ه، التقطها بكاميرا «أم خمسة ريالات»، يابانية الصنع، وكانت ذات تكلفة مرتفعة في ذلك الوقت الذي يسميه أبناء العصر الحالي «زمن الطيبين»، وهو من مواليد 17من ذي الحجة من عام 1374 ه. وقد أحب التصوير منذ صغر سنه، فكان يجوب شوارع وحارات «الرس» ملتقطاً صوراً أصبحت ذكرى تثير الحنين في نفسه في هذا الوقت. وقال الغفيلي» كنت محباً لبيوت الطين كثيراً، وقد بنينا أنا وأفراد أسرتي منزلاً من الطين قديماً، وبه غرف بنيت بالإسمنت، إلا أني كنت أفضل غُرف الطين عليها، خاصة حينما ينزل المطر، وينبعث منها رائحة زكية، وقد دعمني أخي الأكبر مادياً رحمه الله، وكان وقتها مبتعثاً إلى ألمانيا، فيمدني بكل ما أحتاجه لشراء أدوات التصوير». وأشار إلى أنه احتفظ بصور المباني التي التقطها حتى هذا اليوم، فهو كان على علم أن المباني الطينية ستزول يوما ما، وتحل محلها المباني الحديثة، خاصة وأن كثيراً من أهالي المنطقة تركوا بيوتهم القديمة وهاجروا إلى مناطق أكثر تحضراً. وعن كيفية تحميضه للصور في ذاك الوقت قال» كان الأمر يتم بطريقة بدائية، حيث يوضع الفيلم في الماء مع بعض المواد الكيميائية، ثم تتم طباعة الصورة». وأشار إلى أن حياة الثمانينيات والتسعينيات الهجرية اعتمدت على البساطة في المعيشة، حيث كانت البيوت تبنى من الأدوات الموجودة في البيئة دون تكلف، كما أن الأهالي يزورون بعضهم بشكل يومي، ويجمعهم رباط المحبة، بعكس عصرنا الحالي الذي لا يعرف فيه الجار جاره رغم سكنه بجانبه لأعوام». وبيّن الغفيلي أن هيئة السياحة و الآثار لم تعط معالم الرس أي اهتمام بل قامت البلدية في عام 1396 ه بهدم أغلب معالم الرس التاريخية، كالمسجد الداخلي الذي بني عام 1100 ه و باب الأمير الذي تم بناؤه عام 1232ه والسوق القديم الذي بني قبل عام 1369 ه. وأكد أن الرس من أشهر البلدان النجدية، لكنها لم تأخذ حقها الإعلامي، وقد قال فيها الشاعر زهير بن أبي سلمى: بكرن بكوراً واستحرن بسحرة .. فهن ووادي الرس كاليد للفم. وقال في بيت آخر: لمن طلل كالوحي عاف منازله – عفا الرس منه فالرسيس فعاقله.