كشفت إحصائيات أخيرة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية عن غلق أكثر من 900 مصلى ومسجد في مختلف ولايات (المحافظات)، خلال السنوات الماضية، لعدم خضوعها للرقابة الأمنية وغياب الشروط القانونية المفترضة. وتشهد المساجد والمصليات في الجزائر حالة استقطاب بين مختلف التيارات الإسلامية، الإخوانية منها والسلفية، وإن تراجعت الهيمنة الإخوانية على كثير منها، لصالح انغماسها في الشأن السياسي العام، وخلت كثير منها للمحسوبين على التيار السلفين، بمختلف أشكاله وصوره، واستأثروا بنسبة معتبرة منها، خطابا ونشاطا. وهذا ما عزز المراقبة الأمنية على المساجد في الفترة الأخيرة، إذ تخضع كثير منها لمراقبة أمنية مستمرة، خاصة تلك الواقعة في المناطق الشعبية، أو التي احتضنت مجموعات العنف في وقت سابق. واتخذت إجراءات الغلق، بحسب المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية الجزائري، تحت إشراف وأوامر من الولاة وتقارير من مصالح الأمن المختصة، وأكثرها تم إغلاقه خلال ما يسمى ب”العشرية السوداء” في إشارة إلى المواجهات الدموية بين قوات الأمن وجماعات العنف المسلح، واستمرت عملية الغلق إلى يومنا هذا. وغالبا ما تطال إجراءات الغلق المصليات، لوجودها في مناطق تفتقد الرقابة الأمنية، إلى جانب تحول عديد منها في السابق إلى أماكن للتخطيط لعمليات عنف أو لاختباء مطاردين، حسب الرواية الأمنية، فضلا عن المصليات التي تم تشييدها في مناطق مهجورة، وتلك التي تم فتحها بطرق غير قانونية ومن دون رخصة. الجزائر، المساجد