استمرت عمليات «الكر والفر» بين مقاتلي المعارضة والجيش النظامي مدعوماً بعناصر من «حزب الله» في أحياء مدينة حمص المحاصرة بوسط البلاد، في وقت اندلعت اشتباكات في أحياء في حلب شمالاً، وتعرضت مناطق مختلفة في البلاد إلى غارات جوية، حيث قتل طفل وأربع نساء بغارة على سيارة كانت تقلهم في ريف دمشق. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية حصلت في حي باب هود في وسط مدينة حمص، مشيراً إلى «أنباء عن سيطرة القوات النظامية على نقاط عدة بينها مبنى السجلات المدنية فيها». وتحدثت وسائل إعلام رسمية منذ أيام عن تقدم للقوات النظامية في حيي باب هود والخالدية في الجزء الشمالي من الأحياء المحاصرة. وفيما أقر الناشطون بسيطرة قوات النظام على بعض كتل الأبنية في الخالدية، إلا أنهم أكدوا أن لا تقدم في باب هود، مشيرين إلى استمرار المعارك العنيفة وعمليات الكر والفر على كلتا الجبهتين. وقال الناشط يزن الحمصي اليوم في بريد إلكتروني، إن قوات النظام «تدمر كل ما في حي الخالدية من أبنية، وإن عشرات الأبراج داخل الحي أصبحت ركاماً». وأشار إلى وجود «حال من الذعر في صفوف المدنيين» المتبقين في الأحياء المحاصرة (حوالى 800 عائلة، وفق ناشطين)، وإلى «ارتفاع معدل الإصابات اليومي، ما أدى إلى استهلاك ما توفر من مواد الإسعاف الأولية والحقن والأمصال». كما تحدث عن «نقص كبير في المواد الغذائية والكهرباء» مع بدء شهر رمضان. وبث نشطاء شريط فيديو، أظهر تعرض مسجد خالد بن الوليد في حمص لقصف وحصول عبث في مرقد الصحابي في داخل المسجد. وأظهر أحد الأشرطة أعمدة الدخان تتصاعد بين قبب المسجد وتعرض مئذنته لتدمير جزئي. وطاول القصف وادي السايح والحميدية وباب التركمان وسط اشتباكات للكتائب المقاتلة مع القوات النظامية إثر محاولات الأخيرة اقتحام الأحياء المحاصرة. وقُتل ملازم أول منشق من الكتائب المقاتلة في قرية الزارة خلال اشتباكات، في حين شن الطيران الحربي غارة على قرية الزارة والمزارع المحيطة بها، وفق «المرصد» الذي أشار مساء إلى تعرض الخالدية لقصف بالصواريخ. وفي حلب شمالاً، دارت اشتباكات عند أطراف حي الراشدين إثر محاولة القوات النظامية التسلل إليه من الجهة الشرقية مع وجود معلومات عن سقوط قتلى وجرحى من القوات النظامية، فيما قصفت قوات النظام حي قسطل المشط في حلب القديمة. وقال «المرصد» إن ستة مقاتلين معارضين قتلوا أمس، بينهم اثنان غير سوريين «إثر استهدافهم بقذيفة خلال اشتباكات مع القوات النظامية في بلدة خان العسل في الريف الغربي لحلب». كما وردت معلومات عن مقتل عنصرين من القوات النظامية في ساحة الحطب في حلب القديمة. وشهدت مدينة عفرين وقرى عدة محيطة بها انقطاعاً في التيار الكهربائي إثر استهداف الكتائب المقاتلة أعمدة شبكة الكهرباء التي تغذي المنطقة في بلدة دير جمال في ريف حلب. وجددت القوات النظامية قصفها على قرية احسم في جبل الزاوية في شمال غربي البلاد. وتعرضت قرية نحلة في غرب أريحا لقصف من القوات النظامية بقذائف الهاون والمدفعية، في حين قُتل مقاتل من بلدة محمبل في اشتباكات في منطقة سهل الروج أسفرت المواجهات عن سيطرة المعارضين على حواجز ودبابات للقوات النظامية. وفي شرق حلب، أفاد معارضون بأن عناصر تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» اعتقلوا الناشط الإعلامي محمّد نور مطر قبل يومين أمام مبنى محافظة الرقة في شمال شرقي البلاد «بعد وقوفه لحظات مع امرأة حاولت الاعتصام» في المنطقة. وأشاروا إلى معلومات عن اعتقال أعضاء المجلس المحلي في تل أبيض قرب حدود العراق ومصادرة أجهزة لتوليد الطاقة الكهربائية تبرعت بها جهات دولية. وفي دمشق، دارت اشتباكات عنيفة في شارع فلسطين بمخيم اليرموك جنوب العاصمة. وقال شهود إن القوات النظامية فرضت «حصاراً قاسياً» على المخيم. وأفاد «المرصد» بمقتل خمسة مواطنين هم طفل وأربع نساء وإصابة آخرين بجروح «إثر استهداف سيارة تقلهم في منطقة الشلاح (قرب دمشق) التي تعرضت لقصف القوات النظامية»، مشيراً إلى أنه «لم يتم التعرف إلى هوية القتلى حتى اللحظة بسبب تفحم الجثث». وقُتل أربعة مقاتلين من بلدة مسرابا في اشتباكات في الغوطة الشرقية، في حين اندلعت مواجهات في الجهة الغربية من مدينة المعضمية في محاولات للقوات النظامية اقتحام البلدة. كما حصلت مواجهات في بلدة الزمانية بالغوطة الشرقية مع ورود معلومات عن «إعطاب آليتين للقوات النظامية وخسائر في صفوفها».