- حرمت جامعة الدمام أكثر من مئة خريجة من خريجات الفصل الصيفي الماضي في الأقسام العلمية بكلية التربية في حفر الباطن، من إكمال دراستهن العليا، سواء عن طريق الابتعاث أو في الجامعات السعودية، بالإضافة إلى عدم قدرتهن على التسجيل في برامج جدارة وحافز والتعليم الأهلي؛ بسبب تأخرهن في تسليم وثائق تخرجهن قرابة ستة أشهر، وهو الأمر الذي عده عدد من أولياء الأمور ظلماً وإجحافاً بحق بناتهن، قبل أن يتحرك مسؤولي الجامعة فور استفسار (الشرق) لمحاولة حل المشكلة، حيث لجؤوا لتسليم شهادات موثقة لأعداد من الخريجات في حين تم تسليم حوالي 25 خريجة وثائقهن أمس بعد انتظار دام قرابة ستة أشهر. وقال أولياء أمور ل»الشرق» إنهم طرقوا جميع الأبواب، وأرسلوا البرقيات، من دون وجود أي مؤشر لإنهاء القضية، في الوقت الذي امتلأت فيه صفحات الإنترنت ومنتديات الجامعة بصرخات الاستغاثة، وعدّ الطالبات تأخير تسليم الوثائق سبباً في حرمانهن من الحصول على حقهن، رغم الظروف الصعبة، وتحمل مشاق الاختبار في شهر رمضان، مشيرات إلى أن ذلك أسهم في حرمانهن من العديد من البرامج التي فتحت أبوابها للخريجات على مدى الأشهر الماضية. وقال محمد السليمان إن ما حدث لزوجته أمر لا يطاق، ولابد أن يصل للمسؤولين، وتجب محاسبة المتسبب في حرمان الخريجات من حقهن في التقديم على عدد من البرامج التي أطلقتها جهات حكومية، مثل مشروع الابتعاث، وبرامج جدارة وحافز، حتى أن التعليم الأهلي في المحافظة رفض قبولهن في المدارس الأهلية؛ بسبب عدم حصولهن على الوثائق، ويشاركه في الرأي خالد العنزي، الذي يقول «الحقيقة إن ما حدث يعدّ ماسأة حقيقية لبناتنا، ويجب أن تحقق وزارة التعليم العالي في هذا التأخير الذي حرمهن حقوقهن دون وجود أي مبرر مقنع». وقالت إحدى الخريجات، تحتفظ «الشرق» باسمها، إن طالبات الكلية العلمية في حفر الباطن في الفصل الصيفي تعرضن في البداية لمعاناة كبيرة في التسجيل عن طريق موقع الجامعة، وخرجت الجداول بشق الأنفس، مضيفة «حرمنا من إجازة الصيف، وجاء رمضان وتحملنا مشقة الدراسة ووهم الاختبارات؛ في سبيل اللحاق بركب زميلاتنا اللاتي تخرجن في الفصل الثامن»، وزادت «خرجت النتائج بعد مخاض عسير عن طريق موقع الجامعة، وذهبنا بعدها بفترة إلى الكلية، فأفادوا أن الجامعة لم ترسل الوثائق، فلابد من الانتظار شهر على الأقل من تاريخ آخر اختبار، لكن هذا الشهر تحول إلى أكثر من ستة أشهر، وحتى الآن لم نتسلم وثائقنا، حيث أصبحت حبيسة الأدراج في جامعة الدمام، فلا عمادة الكلية في حفر الباطن تعلم الخبر، ولا نحن نعلم من يتحمل خسائرنا النفسية والمادية جرّاء هذا التأخر!». أما مريم العنزي، فأشارت إلى أنها وزميلاتها لم يستفدن من البرامج التى أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مثل برنامج الابتعاث، وكذلك الدراسات العليا في الجامعات السعودية، إضافة إلى برنامج حافز وجدارة. أما محمد الحربي، فقال «مع الأسف، إن هذه الجامعات ساعدت على بطالة الخريجات، فبعد الانتهاء من الدراسة تقدمت زوجتي للعمل في التعليم الأهلي، وطلبوا شرطاً أساسياً وثيقة التخرج، فأصبحن مكتوفات الأيدي، وعن الإجراءات التي قاموا بها قال أحد المسؤولين لنا أثناء مراجعتنا إن خريجات الصيفي يكن بجلسة واحدة مع خريجات الفصل الأول، ومرة أخرى يقول العميد إنه لابد من تحديث البيانات على الموقع، وأخيراً طلبوا منا الانتظار». وهاتفت «الشرق» عبدالرحمن الخالدي (من العلاقات العامة في جامعة الدمام) الذي طلب إرسال الاستفسار على الإيميل قبل أسبوع، غير أن الرد لم يأتِ حتى الآن رغم المراسلات الملحة والمتكررة، قبل أن ترسل «الشرق» استفساراتها مرة أخرى لمدير العلاقات العامة في الجامعة إبراهيم الخالدي الذي لم يتجاوب هو الآخر. غير أن مصدر مطلع في إدارة الكليات بحفر الباطن أكد ل(الشرق) أن عميد الجامعة الدكتور عبدالله الربيش وجه فور علمه بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب تأخر تسليم الوثائق، حيث تمكنت حوالي 26 خريجة صباح أمس من تسلم وثائقهن، في حين تم تسليم أعداد أخرى وثائق مؤقتة.