“احترت وغلب حماري” وأنا في طريقي ذاهبا وعائدا إلى المنزل أشاهد هذه المساحة الكبيرة جدا من الأرض الفضاء تأخذ ثلاثة واجهات مهمة منها واجهتان الأولى تطل على طريق المدينة والأخرى على شارع قريش، وقد كانت قبل حوالي عشر سنوات مخصصة كحديقة (يتفسح) فيها أبناء الحارة، إلا أنه بعد مدة فوجئ سكان الحارة بردمها وتركها ترمى فيها المخلفات لدرجة موت المزروعات داخلها، وأصبحت عبارة عن أرض فضاء لرمي المخلفات لدرجة أن البلدية التابعة لها هذه الأرض (بلدية المطار) لم تحرك ساكنا ولم تعد زراعتها من جديد، بل إنها أهملتها تماما. وفي يوم قريب فوجئ سكان الحي بتسويرها وإقامة أربعة أسوار من الجهات الأربع وبدون بوابات لدرجة أن تساءل السكان: كيف تتحول هذه الحديقة التي كانت متنفسا لعائلاتهم إلى حوش مسور طوله لا يقل عن نصف كيلومتر؟ وهل البلدية على علم بذلك أم لا؟ وهل مُلِّكت هذه الحديقة في ظلام الليل لأحدهم أم ماذا؟ وإذا ملكت كيف تملك حديقة كانت متنفسا لسكان الحي؟ وكيف يبنى حولها سور بدون علم البلدية؟ وهل أدى إغراء الموقع والمكان الإستراتيجي الذي تطل عليه الأرض على طريق المدينة مع شارع قريش إلى تسويرها وتمليكها؟ وكيف تملك حديقة؟ ومن أخرج لها صكا؟ وباسم من؟ وهل أمانة جدة على علم بذلك؟ إن هناك عدة أسئلة حول هذه الأرض وأكثر منها علامات استفهام، فهل نتلقى جوابا من أمانة جدة؟