تعرَّض موكب نائب رئيس الوزراء العراقي، صالح المطلك، أمس الجمعة، لإطلاق نار في منطقة «أبو غريب» غرب بغداد، ما أدى إلى مقتل أحد حراسه فيما لم يُصَب هو بأذى، بحسب ما أفاد مسؤولون. وقال مسؤول في الشرطة إن موكب المطلك «تعرَّض لإطلاق نار في أبو غريب، ما أدى إلى مقتل أحد حراسه وإصابة خمسة بجروح»، مشيراً إلى أن نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات لم يُصَب بأذى. من جهته، أكد أحد مساعدي نائب رئيس الوزراء الذين كانوا معه داخل إحدى سيارات الموكب أن المطلك، وهو أحد أبرز السياسيين السنَّة في العراق، سالم ولم يُصَب بأي أذى. وأضاف رافضاً الكشف عن اسمه «كنا في جولة في أبو غريب (20 كلم غرب بغداد) حين تعرضنا لإطلاق النار». وبينما رفض المسؤول في الشرطة تحديد الجهة التي تقف خلف الهجوم، اتهم مساعد المطلك قوة من الجيش العراقي بإطلاق النار، وقال «تعرضنا لمحاولة اغتيال من قِبَل الجيش الذي أطلق النار علينا ورد الحراس بالمثل»، دون أن يوضح السبب وراء ذلك. في سياق آخر، أضاف مسلحون في العراق المياه إلى ترسانة أسلحتهم بعد السيطرة على سد الفلوجة في غرب البلاد، مما يمكنهم من إغراق مناطق لمنع قوات الأمن من التقدم نحوهم. ويساعد هذا السد في توزيع مياه نهر الفرات الذي يمر عبر محافظة الأنبار، ويقع السد على مسافة خمسة كيلومترات إلى الجنوب من مدينة الفلوجة التي اجتاحها مسلحون أوائل هذا العام. وتحاصر القوات العراقية منذ ذلك الحين الفلوجة وتقصف المدينة في إطار جهودها لزعزعة العشائر المناهضة للحكومة وفصائل مسلحين من بينها الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش». وقال رجال عشائر مناهضة للحكومة إنه في فبراير الماضي سيطرت «داعش» على منطقة النعيمية، حيث يقع السد، وبدأت في تحصين مواقعها بجدران خرسانية وأجولة من الرمال، وذكروا أنه لا توجد جماعات أخرى مشاركة في عملية السيطرة على المنطقة. وأغلق المسلحون ثمانٍ من بوابات السد العشر قبل أسبوع، مما أغرق الأراضي خلف السد وقلل من مستويات المياه في محافظاتجنوبالعراق التي يمر بها نهر الفرات قبل أن يصب في الخليج. وأفاد مقاتلون من العشائر المناهضة للحكومة بأن تكتيك «داعش» هو إغراق المنطقة حول الفلوجة لإجبار القوات على التقهقر ورفع الحصار عن المدينة. في السياق نفسه، اعتبر مستشار الحكومة لدى وزارة الموارد المائية، عون ذياب، استخدام المياه كسلاح في معركة وجعل الناس يعانون من العطش جريمة شنعاء، وأضاف أن إغلاق بوابات السد والعبث بمياه الفرات ستكون له عواقب وخيمة. وبحلول أمس الأول (الخميس)، أعاد المسلحون فتح خمس بوابات في السد لتخفيف بعض الضغط خوفاً من أن يكون لاستراتيجيتهم أثر عكسي يؤدي إلى غرق معقلهم في الفلوجة التي تبعد نحو 70 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد. وبيَّن مسؤولو أمن عراقيون أن المياه التي غمرت مناطق حول المدينة أجبرت بالفعل عديداً من العائلات على ترك بيوتها، ومنعت القوات من الانتشار والقيام بمهمتها لمنع المسلحين من الزحف نحو العاصمة. وقال زعيم عشيرة مناهضة للحكومة داخل المدينة «داعش تريد استخدام المياه حتى تجعل انتشار قوات الأمن صعباً في هذه المناطق، وهذه هي فرصتهم لنقل المعركة خارج الفلوجة». وسد الفلوجة مهم أيضاً لعدد من مشاريع الري في محافظة الأنبار الصحراوية الواقعة على حدود سوريا. في الإطار ذاته، أوضح ضابطان من الجيش في الرمادي والفلوجة أنه تجري الاستعدادات لشن هجوم خاطف لاستعادة السيطرة على سد الفلوجة. وقال ضابط في الجيش إن وحدته تلقت أوامر بالاستعداد للتعبئة في مناطق تمتد من التاجي (شمال بغداد) إلى الفلوجة، وتابع أن الجيش يقوم بعمليات مسح جوي لرصد مواقع المتشددين قرب السد، وأن عملية الجيش ستبدأ في القريب العاجل. كما أدى انخفاض مستويات المياه في نهر الفرات إلى نقص إمدادات الكهرباء في بلدات تقع إلى الجنوب من بغداد تستخدم مولدات تعمل بالبخار تعتمد بالكامل على مستوى المياه.