أشرت في مقالتي السابقة إلى المظهر غير الحضاري لحاويات الملابس المستعملة، وتمنيت على الجمعيات الخيرية تنفيذ المشروع بآلية أفضل، واليوم أقدم مقترحاً في نقاط علَّه يكون إضاءة على الطريق..! إنشاء قاعدة بيانات بعناوين الفقراء المستهدفين من هذا المشروع وأخرى للموسرين في المنطقة. وضع معايير للملابس تضمن صلاحيتها للاستعمال. تعيين فريق عمل تطوعي لهذه المهمَّة ومنح أعضائه صفة اعتبارية كأن تكون لهم امتيازات خاصَّة تشجعهم على حسن الأداء. توزيع الفريق على المناطق التي تقطنها الشريحتان المستهدفتان، ومهمَّته جمع الملابس من بيوت المتبرعين. وضع خطة زيارات دورية لجمع الملابس موزعة على فصول السنة، على أن تسبق الزيارة الموسم المستهدف؛ فلو كانت الحملة للشتاء تكون الزيارة في الخريف. تعمِّم الجمعية رسائل قصيرة خلال العام تنوه فيها بفكرة المشروع وتحثُّ على مساندته بالتبرع بالفائض عن الحاجة من الملابس المستعملة مع ذكر الشروط والتأكيد على ضرورة التقيد بها. تخصيص أرقام هواتف لاستقبال اتصالات المستفيدين وأخرى للمتبرعين. ولن تبخل شركات الاتصالات بتقديم التسهيلات. ثمَّ تأتي الخطوة الثانية، وفيها تصنيف الملابس حسب أنواعها ومقاساتها ثمّ تُغسل وتُكوى وتُغلَّف بأكياس بلاستيكية ليبدو منظرها لائقاً، ويمكن أن يتم ذلك بالاتفاق مع بعض أصحاب المغاسل وأظنُّ أغلبهم محسنين. ثم تأتي الخطوة الأخيرة حين تسلَّم لمستحقِّيها، حيث يحدَّد لكلّ أسرة الكمية المناسبة، أمَّا الفائض منها فيُعرض للبيع بسعر رمزي في معارض خاصة بالجمعية ليستفيد منها آخرون. إنَّ الجمعيات الخيرية لا تألو جهداً في تقديم العون للمحتاجين ولكنَّها في حاجة إلى تطوير أدائها.