تأخذ الجمعيات الخيرية المنتشرة في كافة أرجاء المملكة زمام المبادرة في توجيه مخلفات البيوت من الأثاث المستعمل إلى الوجهة الصحيحة، وذلك بعد أخذها من المتبرعين والمحسنين من أهل الخير، وإيصالها إلى مستحقيها من الفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام والمشروعات الخيرية. يقول الأستاذ «عبد الله الهزاني» -نائب فرع جمعية البر بشمال الرياض-: إن قسم المواعيد بالفرع يستقبل اتصالات المواطنين من المتبرعين وأهل الخير لكل أنواع التبرعات ومنها الأثاث الفائض عن الحاجة، مضيفاً أنه يحدد لهم موعد لإرسال السيارات المخصصة لنقل الأثاث والملابس وما شابه ذلك، ويكون برفقة السائق عاملان تابعان للجمعية بحيث تكون المواعيد من الساعة الحادية عشرة صباحاً وحتى التاسعة مساء، وذلك بما يتوافق ووجود رب الأسرة، مشيراً إلى أنه يتم فرزها وعرض الجيد في معارض الأثاث المستعمل التابعة لفرع الجمعية بشمال الرياض، لبيعها ويعود ريعها للأسر المحتاجة. وأضاف إن الأولوية في أخذ أي قطعة من الأثاث لأسر الجمعية وبشكل مجاني، حيث يكون لديه طلب خاص لنوع الأثاث في قسم البحث مثل الاحتياج لغرفة نوم أو ثلاجة وخلافه، ذاكراً أنه فيما يتعلق بغير الصالح للاستخدام فيباع في المزاد الخيري، وعائده المادي يشترى به أثاث وملابس وأجهزة جديدة لمستفيدي الجمعية، لافتاً إلى أن الجمعية تستقبل فائض الأطعمة بعد التنسيق مع الجهات المتبرعة، حيث خصصت لذلك سيارات خاصة مزودة بعمالة مدربة على مدار اليوم من الساعة التاسعة مساء وحتى الرابعة فجراً، ثم يفرز الطعام ويغلف ويحفظ في الثلاجات ومن ثم يوزع على أسر الجمعية. أما عن تقييم المواطن لهذه الخدمات وتجاوبه معها فقد كان ايجابياً، وظهر ذلك من خلال التفاعل الكبير بين المواطنين والجمعيات، وهذا التفاعل تنامى مع تطوير الخدمات التي تقدمها الجمعيات، حيث قال «محمد السبيت»: كنت أقوم ببيع الفائض لدي من الأثاث في المزاد الشعبي «حراج بن قاسم» بعد نقله بسيارة مؤجرة، حيث كنت أمضي يوماً بأكمله لهذا الغرض، مضيفاً أن الوضع تغير حالياً، وسهلت الجمعيات الخيرية وفي مقدمتها جمعية البر التخلص من الفائض وعمل الخير معاً. وتتفق معه «نوره الموسى» حيث تقول: إن الدعاة يشكلون حلقة وصل هامة في تخفيف تكدس النفايات في المنازل، من خلال حثهم المستمر على أفعال الخير والتبرع، وفتح منازلهم لاستقبال الملابس والمفروشات، إلى جانب التنسيق في توصيل الأثاث المستعمل للمحتاج، وكذلك فضول الطعام والزائد في الولائم وغيرها. ويرى كل من «عبير السلطان» و»نجاة الخالد» و»موضي المقبل» أن بنك الطعام والذي جاء إنفاذاً لفكرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض -حفظه الله-، يهدف إلى إيصال المعونات الغذائية وفائض أطعمة الولائم، والأغذية الجافة والإعانات الغذائية إلى مستحقيها، وفق «إستراتيجية» لا تقتصر على مفهوم الإغاثة فقط، وإنما يتجاوز ذلك لتكوين منظومة متكاملة من العمل الخيري والاجتماعي، تكون نواته التدريب والتأهيل والتوظيف، ودمج الأسر المحتاجة بالمجتمع لتصبح أسر فاعلة ومنتجة. ويعتبر بنك الطعام الذي يعمل تحت مظلة جمعية البر بالرياض من التجارب الرائدة لولاة الأمر في بلادنا، وهي توجيه أمثل لإعادة الاستفادة من نفايات الطعام، ولا يقتصر الأمر عند ذلك بل تعداه إلى إيجاد فرص عمل لذوي الدخل المنخفض.