أرسل لي أحد طلابي إعلان لمطعم ويمبي في أفريقيا الجنوبية ،وقد أراد المطعم توصيل رسالته بطريقة إبداعية للشريحة المستهدفة- المكفوفين .وكانوا هنا يريدون ايصال خبر أنهم يقدمون قائمة للطعام يستطيع كفيفي البصر قراءتها بطريقة البرايل .فماذا فعلوا؟ قاموا بالكتابة على خبز البرغر بإستخدام السمسم بطريقة البرايل واليكم المشهد: وكما ذكر الإعلان وبقوة الإبداع التسويقي تم انتشار الخبر من 15 شخص الي 800،000 من المكفوفين. و بما اننا نتحدث عن المكفوفين والمطاعم فبالإضافة الي المطاعم التي تقدم نسخة من قائمة الطعام بالبرايل يلزم القانون الأمريكي مثلاً أنه في حال عدم وجود قائمة طعام خاصة لقراءة المكفوفين فمن من حق العميل كفيف البصر أن يقراء له نادل المطعم قائمة الطعام بالكامل. ولنرجع الأن للوطن ولتغريدة قرأتها منذ يومين للدكتور عبيد العبدلي في تويتر يقول فيها: ”تأثرت كثيرا بمشاهدة أثنين من الجمهور الذين حضروا مباراة الإتحاد والشباب وهم كفيفي البصر ويطالبون بسماعات لمتابعة معلق المباراة“ واليكم المشهد: المكفوفين جزء من النسيج الاجتماعي لهذا الوطن المعطاء وهناك شرائح كثيرة بعضها مهملة عندنا ومنهم ذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين وغيرهم فمتى سنسوق اليهم بطريقة تناسبهم وتقدرهم؟ هم لا يريدون منا الشفقة ولكن يريدون الاحترام والتقدير وأنهم يستطيعون أن يعطوا لهذا الوطن كأي فرد في المجتمع ولنا في الشيخ عبدالرزاق التركي وطالبنا مهند أبو دية وغيرهم خير مثال لكفيفي بصر ابدعوا في العمل والعطاء. وهنا نحن لا نطالب فقط القطاع الحكومي بتقديم التساهيل لهذه الفئة المهمة للمجتمع ولكن ايضاً للقطاع الخاص من مطاعم ومحلات تجارية وغيرها للوصول لهذه الشريحة بكل احترام وتقدير. وقد لا يعلم التاجر أن التسويق لمكفوفي البصر وذوي الاحتياجات الخاصة قد يأتي له بالخير من حيث لا يحتسب ويبارك الله في ماله وأهله. وقبل الختام أود أن أترككم مع عمل رائع للمخرج بدر الحمود يتواصل فيه مع شريحة من الأطفال المكفوفين ليعلومننا كيف نفهمهم ونقدرهم ..أترككم الأن مع ”اذا شفتني“