بعد مقابلات مضنية على مدى 11 يوماً مع وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد اكتشف المخرج السينمائي إيرول موريس أنه لم يقترب قيد أنملة من فهم هذه الشخصية أكثر منه حين بدأ يعد عنها فيلمه الوثائقي «ذي أنون نون»أي (المعلوم المجهول). اشتق الفيلم اسمه من عبارتي وزير الدفاع السابق (المعروفات المعروفة) و(المجهولات المعروفة) في غمار رده على سؤال صريح ومباشر طرحه عليه أحد الصحفيين. ويعطي الفيلم وزير الدفاع السابق مهندس الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وما تلاه من احتلال محفوف بالمشكلات فرصة لشرح وجهة نظره ومنطقه. وعرض الفيلم في مهرجان تيلوريد السينمائي في ولاية كولورادو الأمريكية في أغسطس آب. وقال موريس في مقابلة قبل عرض فيلمه في دور السينما الأمريكية اليوم الجمعة «اعتقدت أنه (الفيلم) سيكون مدخلاً.. وسيلة للتحقيق في سؤال كيف انتهى بنا الأمر إلى الوضع الذي كنا فيه.» ويرى موريس الذي اشتهر بأفلامه الوثائقية ومنها «ذا ثين بلولاين» أي (الخيط الأزرق الرفيع) و»ذا فوج أوف وور» أي (ضباب الحرب) أنه حين أعطى رامسفيلد الفرصة لشرح منطقه لم يفعل الوزير السابق أكثر من ترديد مبادئ سطحية واللجوء إلى التعميم سعياً لتحقيق ذاته. ويعلق موريس ساخراً إنها «مبادئ قد تجدها في أوراق الحظ التي توضع في قطع الحلوى الصينية.» يقول رامسفيلد (81 عاماً) الذي شغل منصب وزير الدفاع في إدارة الرئيسين الجمهوريين جيرالد فورد وجورج دبليو بوش في الفيلم الوثائقي «غياب الأدلة ليس دليلاً على الغياب» ويقول أيضاً «بعض الأشياء تنجح والبعض الآخر لا.. وإذا كان هذا درساً .. نعم هو درس.» ولم ينجح موريس في جعل رامسفيلد يشرح هذا الكلام بشكل واضح ومحدد أكثر. ويقول موريس عن رامسفيلد الذي كان يحب التحدث مع وسائل الإعلام بإسهاب عن أفكاره «ما يدهشني حقاً هو أن الناس كانوا مفتونين بهذا البحر من الكلمات. «لا أعرف ما إذا كان هو شخصياً يرى نفسه بوضوح.» وكان فيلم موريس (ذا فوج أوف وور) الوثائقي قد فاز بجائزة أوسكار عام 2003 وشرح فيه وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت مكنمارا الذي شغل المنصب خلال حرب فيتنام فلسفته في الحرب واكتسب هذا الفيلم قوته من إعلان مكنمارا عن أسفه الصريح للفشل والثمن الذي دفع في هذه الحرب من أرواح.