عبّرت مجموعة من الحرفيات في الأحساء عن سعادتهن بتقديم عرض حي لبعض الصناعات التي يقمن بها أمام أنظار زوار مهرجان ريف الأحساء السياحي، مؤكدات على أن مشاركتهن في المهرجانات تعد عملاً وطنياً مهماً لما فيه من حفظ للتراث الذي هو جزء من تاريخ هذا الوطن الغالي، وعلى صعيد شخصي أشرن إلى أن هذه المشاركات هي المعول في تسويق منتجاتهن التقليدية وتحقيق ريع جيد، وهو ما يجعلهن ينتظرنها بشغفٍ وترقب، متمنيات زيادة عدد الحرفيات في المهرجانات نظراً لكثرتهن في الأحساء عن بقية مناطق المملكة الأخرى. فقد برعت أم أيمن في صناعة عديد من المنتجات الحرفية القديمة كالسلال وتحف المنزل التراثية التي تعتمد على تزيين الفخار والصوف والخوص، وقد لاقت معروضاتها إقبالاً كبيراً لتطعيمها أعمالها التراثية ببعض الأفكار الحديثة، فجمعت بين التراث والحديث، وتوضح أم أيمن أن المسؤوليات الأسرية التي تحملها منذ سنوات دفعتها لاستثمار مهارتها الحرفية التي نجحت فيها بالفعل، وتشير إلى أنها شاركت في عديد من المهرجانات، مما كان له الدور الأكبر في تعرف الناس عليها والتسويق لمنتجاتها. أما الحناية أم محمد، فتقول «بدأت ممارسة حرفتي منذ أن كان عمري 16 سنة وتعلمتها من خلال هواية الرسم التشكيلي التي أمارسها منذ الصغر، وأجيد نقش الحناء بمختلف الأشكال، وأحاكي أي أنموذج يقدم لي من أي امرأة بدقة ومهارة فنية، وتُقبل عليَّ كثير من الفتيات والنساء في مختلف المناسبات، وقد شاركت في مهرجانات عديدة داخل وخارج المملكة. مشيرة إلى أن الحرفيات يطمحن إلى الحصول على فرص أفضل في المعارض الدورية حتى يكون لهن حضور جيد يُسهم في دعم صناعتهن وتحسين حركة البيع التي تدرُّ عليهن أرباحاً جيدة. فيما أشارت مريم «أم حسن» التي تشتغل بالخوصيات، إلى أنها تمارس هذه الحرفة منذ أن كان عمرها 14 سنة، وقد اكتسبتها من أمها، وتصنع من هذه الحرفة الأوعية، مفارش السفرة، القبعة، الحصير. إضافة إلى المروحة اليدوية والمنسف والزنبيل، مشيرة إلى أنها تبيع منتجاتها في الأسواق الشعبية وتشارك بها في المهرجانات التراثية، وطالبت أم حسن بتشجيع الفتيات على مزاولة الحرف اليدوية للحفاظ على تراث آبائنا وأجدادنا، إضافة إلى المردود المادي الذي تدره الصناعات اليدوية على النساء وبشكل مربح. وفي طهي الأطعمة الشعبية تألقت «رباب» أم محمد بأطباقها التي جمعت حولها أكبر عدد من الزائرات، حيث قالت إن الأطباق الشعبية كانت ومازالت محببة ومرغوبة في الأحساء، بل إن بعض الأطباق ارتبطت بالمناسبات الشعبية، ومن أشهرها خبز التاوة والهريس والثريد والمرقوق والأرز الحساوي، وغيرها من الأطباق الشعبية الشهيرة، وتوضح رباب أنها تمارس هذه المهنة منذ أكثر من عشر سنوات. وطالبت عدد من المشاركات بإنشاء سوق خاص للحرفيات، ليدعمهن اقتصادياً ويتمكنَّ من تسويق منتجاتهن، مشيرات إلى أنهن يجدن صعوبة في الترويج لمنتجاتهن لاعتمادهن فقط على التسويق من خلال المنزل والأسواق الشعبية المتنقلة، مؤكدات على أن المنتجات والحرف اليدوية تحظى باهتمام الأسر في الأحساء، إذ لاتزال المنتجات الشعبية والحرفيات يسجلن حضوراً قوياً من خلال المشاركة في المهرجانات والاحتفالات التي تشهدها المنطقة خلال موسم الصيف والإجازات الرسمية، وتقديم الأدوات الشعبية والتراثية التي تصنعها الحرفيات.