تعرض ملاكم أمريكي أسود إلى مصيبة عصبية عرفناه باسم (محمد علي كلاي) الذي اعتنق الإسلام وكان اسمه قبل ذلك (كاسيوس كلاي) فبفعل الضرب المستمر للرأس في حفلات الملاكمة والرج المتواصل والنزف النقطي في المادة المخية فقد أصيب بطل العالم في الوزن الثقيل بمرض (باركنسون) حيث يشعر المريض وكأن مفاصله غارقة في الغراء فإذا أراد تحريكها كانت صعبة ويبدأ جسمه كله بالاهتزاز ويتحول وجهه إلى قناع بارد. وعرف السبب في هذا المرض أنه نقص مادة (الدوبامين Dopamine) التي تفرز من الخلايا (القاعدية السوداء) في الدماغ المسؤولة عن تنظيم جرعة الحركة. بمعنى أن أوامر الحركة القادمة من الفص الجداري تمر على فلترة خاصة لها في منطقة النويات السوداء واللطخة الشاحبة (Putamin) فتوزن بالشكل اللائق المناسب لتخرج بالتوتر المطلوب للعضلة المتحركة. وبذلك نستطيع تقليب الكتاب أو رفع حمل ثقيل أو تناول قدح الماء. كان تفكير الأطباء مصبوباً في اتجاه إصلاح العطب الخلوي عند المصارع كلاي أو الممثل ريف، أو حتى معالجة أمراض شتى مثل عجز خلايا البانكرياس عن إنتاج الأنسولين الذي يحرق السكر، أو خلايا القلب التي تموت من عقابيل الاحتشاء، أو تعويض خلايا الكبد المنكوبة بالتشمع. وكان السؤال هل هناك طريقة لتعويض أو ترميم ما حدث؟ كانت الأفكار السابقة عن الخلايا العصبية أنها تتمتع بالثبات فلا يمكن تعويضها كما أن خلايا القلب أو المعثكلة إذا ماتت فلا رجعة لها. ولكن مشكلة الأفكار هي أنها تختنق أحياناً بمسلمات يجب كسرها والتحرر منها وهو ماحدث في تقنية الخلايا (الجذعية) التي يرمز لها اختصاراً (EC = Embryon – Cells). فما هو سر هذه الخلايا؟ يرى العلم فيها خلاصة سحرية لطب المستقبل فهي خلايا تكاثر نفسها بنفسها في إنتاج 210 أنواع من الأنسجة فمنها تخرج خلايا الأبهر النابض والخلايا العضلية فتحرك يدنا التي بها نبطش ورجلنا التي بها نمشي، وهي التي تعوض الخلايا المصابة في مرض باركنسون فتهدأ اليد من رجفة، أو استبدال خلايا القلب الميتة فيتنفس المريض بعد حشرجة. إن فيها قدرة التحول واستبدال قبعة بقبعة وشخصية بأخرى؛ فهي طوراً خلايا تنظف في الكلية وأخرى تفكر في الدماغ، بحيث تجعل هذه الخلايا منجماً للمواد الخام لايعرف النفاد.