استبق نادي الأحساء الأدبي التوقيت وأطلق احتفاليته ب"يوم الشعر العالمي"، الذي اختارته اليونيسكو اليوم، وأطلقت منذ أول من أمس عدة أمسيات شعرية، وتحولت الأمسية "الثانية" بمشاركة الشعراء، إبراهيم الوافي، وعبدالله الخشرمي، وموفق المختار، وأدارها الشاعر جاسم عساكر، إلى "تأبين" للشعراء محمد الثبيتي، محمود درويش، وشاكر الشيخ من خلال تقديم عدة قصائد "رثاء" واستعراض مواقعهم الشعرية في الوطن العربي. واستهل الجولة الأولى من الأمسية الوافي بقصيدة "الثبيتي الذي لا يعود"، وأخرى بعنوان "درويش حين يموت"، وأتبعه الخشرمي بقصيدة "شاكر الشيخ"، وأخرى بعنوان "سدرة القيض"، فيما ألقى المختار قصيدة حكت جراح وآلام بلاده الشام بعنوان "رفرف ذراعك". رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري، أشار خلال كلمته إلى أن تجارب الشعراء في الأمسية، نقلت عدوى القصة القصيرة إلى الشعر، من خلال قراءة عدد من النصوص القصيرة والقصيرة جداً، مؤكداً أنه يخطئ من يظن أن الشعر "توارى" في خضم الأجناس الأدبية الأخرى، وسيبقى "الشعر" هو الوهج الأقوى للتعبير عن هموم وتطلعات الأمة والوطن والإنسان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فالأمة العربية شاعرة منذ فجر التاريخ، وأن التراث العربي حفظ الشعر "أكثر" من النثر في العصور السابقة. وبينما أشرعت معظم المؤسسات الثقافية أبوابها للاحتفال بالشعر اليوم رأى الشاعر عبدالرحمن موكلي، أن يوم الشعر العالمي هو نتاج مؤسسات مجتمعية وليست رسمية. وقال ل"الوطن": أظن الفكرة خرجت في الأصل من بيت الشعر المغربي وتحولت لفكرة عالمية، والفكرة تخدم الشعر كحالة احتفالية تجعل منه حاضراً عند الغالبية من المجتمع في هذا اليوم. وعد موكلي الأمسيات جزءا من الاحتفالية لكن يجب أن تخرج عن النمطية الحاصلة الآن؟ المفترض تكون الأمسيات في الأسواق والمدارس والجامعات والحارات بمصاحبة الموسيقى، والتشكيل، والمسرح الشعري وتوقع الأعمال الشعرية بمعنى مبسط يجب أن يتحول هذا اليوم إلى حالة كرنفال شعري. فيما رأى الشاعر غرم الله الصقاعي، أنه لن يكون للشعر حضور، كل ما في الأمر تسجيل للإعلام مشاركة المؤسسة الثقافية في احتفاء العالم بالشعر، ولن يسمحوا للقصيدة الناضجة أن تعبر. وأضاف: يوم الشعر العالمي وهو معلوم سلفا وغير متغير يظهر مدى الثبات والبيروقراطية التي تدار بها الثقافة في بلادنا، فالإعلانات عن البرامج في الأندية والجمعيات والاستعداد لهذا اليوم لم يكلفهم كثيرا من الوقت وكأنهم ينظمون أمسية عابرة، بل إن أغلب الأندية للأسف تقدم في يوم الشعر نماذج أقل ما يقال عنها إنها بعيدة عن الشعر والبعض الآخر للأسف جعلها للطلاب ليقدوموا تجاربهم وفي هذا إهانة للشعر ويومه. وعبر الصقاعي عن غضبه قائلا: لعلي أعجب لتسابق الأندية لإقامة مهرجانات للشعر فلماذا لا يكون موعدها في هذا اليوم؟ باعتقادي أن هذه الإجراءات السريعة تسيء للشعر أكثر مما تخدمه، وفي ظني أن مفهوم الاحتفاء بالشعر هو نشر الشعر بين الناس وليس الاحتفاء داخل غرفة مظلمة وبعيدة عن الناس، الشعر يجب أن يتحرك بين الناس لأنه جزء من الحياة بل هو الأرقى تعبيرا عن حاجات الناس واهتماماتهم وأحلامهم وآمالهم، لا بد من برنامج حافل يشعر الكل بهذا اليوم وبأهمية للاحتفاء بالشعر، وهو الذي يمثل هوية ويحفظ لغة ويقدم الكثير الكثير من الجمال والمتعة وكثيرا من الحب والأمل والحلم، ويشعر المبدع في هذا اليوم بمشاركة الناس له والعالم يحتفي بإنتاجه ويجعل له يوما ليقدم فيه الشكر لألسنة الجمال والرؤى المجنحة للإنسان مغنيا ومبدعا، حقا ما تقوم به المؤسسات الثقافية لا يتصل باليوم العالمي للشعر متى علمنا أن ما يقدم في يوم الشعر يقدم في غيره من الأيام. وكان نادي جدة الأدبي عبر منتدى عبقر قد أعلن احتفاله بيوم الشعر العالمي اليوم، وحشد مجموعة من الشعراء الشبان هم مفرح الشقيقي، عطية الخبراني، محمد سيدي، عبدالله بيلا، حسن القرني، مارية الأحمدي، محمد الضبع، فاطمة عسيري، دغيثر حكمي، مهدي المطوع، في أمسية يديرها الشاعر سعد الخشرمي. فيما أعلن ملتقى الوعد الثقافي عن مهرجان شعري بالتعاون والشراكة مع فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام ونادي المنطقة الشرقية الأدبي يتضمن فعاليات إبداعية منوعة في أربع ليالٍ تجمع الشعراء والمسرحيين والتشكيليين والموسيقيين، بدءا من أمس حتى السبت المقبل، وتحوي عرضا مسرحيا بعناون (مجرد اقتراح) للمخرج محمد الحلال، ومعرض تشكيلي (غواية لون) بإشراف غادة الحسن، وزمان جاسم، يفتتحه الفنان عبدالله الشيخ وفي أمسية شعرية فرسانها (نشمي المهنا من الكويت، ومنى الصفار من البحرين، ومحمد زايد الألمعي، وريم فهد، ومحمد الماجد من السعودية)، وفي الليلة الثالثة يُلقي كلمة يوم الشعر العالمي الشاعر علي الدميني، ومن ثم أمسية لمجموعة من شعراء الملتقيات الأهلية، وأما حفلات التوقيع سيتم توزيعها بين الليلة الثانية والثالثة لكل من (مالك آل فتيل - محمد الدميني - محمد خضر - مريم بوبشيت - أحمد الملا - خالد قماش - سعد آل سالم - عصام خليل). وفي مكةالمكرمة تنظم المكتبة العامة بالعاصمة المقدسة اليوم معرضا مصغرا للكتاب يقدم مجموعة من الإصدارات في الشعر. وفي أبها ينظم النادي الأدبي عبر لجنة إبداع أمسية خاصة بهذا اليوم العالمي. يذكر أن العالم يحتفل في كل عام بيوم الشعر في 21 مارس، الذي اعتمد أثناء الدورة الثلاثين لليونيسكو عام 1999، حيث ينظم عدد من النشاطات التي تكون مرتكزة على الشعر وتأثيره.