أود بادئ ذي بدء أن أبارك إلى أبرز رجال الأعمال الشباب على مستوى المنطقة الشرقية الذين حالفهم الفوز في انتخابات عضوية مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية في دورتها 17، وفي الوقت نفسه أوجه رسالة مفتوحة لهم، ولمن سيتم تعيينهم عن طريق وزارة التجارة والصناعة، حيث تحظى انتخابات الغرفة التجارية باهتمام كبير من جانب الرأي العام والمشتغلين بالقطاع التجاري بالمملكة، كما آثارت نتائج انتخابات الغرفة التجارية الصناعية التي أعلن عنها مساء يوم الخميس الماضي عدة تساؤلات مهمة لا يجب الاستهانة بها، ويمكن تلخيصها لكم في النقاط التالية: على الرغم من أنني أملك قائمة أسماء تجار المنطقة الشرقية الحقيقيين قبل وبعد الطفرة الاقتصادية، وأيضاً قبل وبعد أزمة الخليج وحرب تحرير الكويت، إلا أن ما لفت نظري هو أسماء فئة الشباب من رجال الأعمال الذين فازوا في هذه الانتخابات ويجب أن يكون لهم الدور الأكبر في المضي قدماً واتخاذ الخطوات السريعة التي يسير بها قطاع الأعمال السعودي في المنطقة الشرقية وقيادته للعبور الكامل من الاقتصاد التقليدي إلى اقتصاد المعرفة الحديث بكل صوره وأنظمته التي تشهدها بقية دول العالم المتحضرة في عالم المال والأعمال. لاشك أن للغرفة التجارية في كل منطقة من مناطق المملكة العربية السعودية ثقلها على الساحة الوطنية، وتلعب دوراً مؤثراً في خدمة الاقتصاد الوطني، بل ويعول عليها كثيراً في تحريك عجلة القطاع التجاري برمته وإيجاد فرص واسعة للعمل والازدهار، لذا فإنني أتمنى على من حالفهم الحظ وفازوا في هذه الانتخابات النزيهة بأن تكون رؤيتهم أوسع بكثير لدورالغرفة في الفترة المقبلة، لاسيما فيما يتعلق بتشجيع وجذب الاستثمارات إلى المنطقة الشرقية، وإطلاق مزيد من النشاطات والفعاليات التي ستقوم الغرفة بتنظيمها في الفترة المقبلة لهذا الغرض. وهنا أرى أن هناك أولويات أخرى يجب العمل على تحقيقها من ضمنها تكريس روح المسؤولية والشراكة الاجتماعية لدى شركات ومؤسسات القطاع الخاص السعودي بالمنطقة الشرقية، من خلال تبني مبادرات وفعاليات ونشاطات تؤدي هذا الهدف، وبشأن النشاطات والفعاليات التي ستقوم الغرفة بتنظيمها في الفترة المقبلة لهذا الغرض، كما أتفاءل خيراً وأتوقع أن مجلس الإدارة المقبل سيواصل بل ويطوِّر البرامج والمشاريع التي سبق، أن أعلنتها الغرفة، وسيستمد من برامج المترشحين ما يساعده على تحقيق هذا الهدف مستقبلاً. إنني كغيري من مواطني المنطقة الشرقية الذين يتساءلون دائماً: أين واجهات العمل التجاري والصناعي الحقيقية المعروفة في مدن المنطقة الشرقية والموصوفة بمنطقة الخير والبوابة التجارية الشرقية للمملكة العربية السعودية؟ وأين هي بوصلة العمل التجاري في مناطق المملكة بشكل عام، وفي غرفة المنطقة الشرقية بشكل خاص؟ مع بداية الدورة القادمة لمجلس الغرفة الجديد، وحيث يوجد فيها مركز للمعلومات وإدارة علاقات عامة وإعلام، وفي ظل المستجدات التي يمكن أن تلحق بالغرفة إثر الانتخابات القادمة مستقبلا، يبدو من المهم تقديم كشف حساب لأهم الإنجازات التي يحققها كل مجلس يتم انتخابه في المستبقل، لاسيما فيما يتعلق بالدور الرئيس الذي تقوم به الغرفة كحلقة وصل بين أصحاب الأعمال والرأي العام المحلي والخارجي، لأن لكل مرحلة من مراحل العمل ظروفها الخاصة التي تؤثر سلباً أو إيجاباً على إنجازات المرحلة التي تمر بها، وأن كشف الحساب هو في نهاية المطاف قضية نسبية تتوقف على مقدار ما تم تحقيقه وفقاً للأهداف المرسومة والمعلنة، ومن الأفضل أن يتم إرساء نهج في الدورة الحالية والمجلس الجديد يرتكز على برنامج عمل يتم الإعلان عنه منذ البداية ويتضمن رؤية ورسالة وأهداف الغرفة في هذه الدورة، ويكون نابعاً من المرئيات والملاحظات والمقترحات التي أثارها أعضاء الغرفة من خلال مختلف القنوات والمناسبات والاجتماعات واللقاءات في الماضي والحاضر. أمنيتي الشخصية أن أرى العمل الجماعي والتعاون بين رئيس وأعضاء الغرفة التجارية الصناعية (المقبلة) بالمنطقة الشرقية، يعملون على أرض الواقع بسرعة تفعيل الإمكانات المتاحة لهم في الغرفة، وذلك بعد الإنجازات التي حققتها الغرفة خلال الدورات السابقة التي كانت ولاتزال أهمها مبنى الغرفة التجارية الصناعية الحالي وفروعه في الدمام والخبر، كما أن عشمنا فيكم كبير جداً بأن تضعوا المنطقة الشرقية على خارطة التجارة العالمية بشكل أقوى، لتكون منطقة الخير مركزاً للتجارة العالمية في الشرق الأوسط. وتسعون جميعاً إلى تطوير منهج العمل والخدمات في مدن المنطقة الشرقية وتفعيل المؤتمرات والملتقيات التجارية والصناعية التي تكون برعاية الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية، كما لابد من البدء سريعا بالتواصل مع الجهات الحكومية لتذليل العقبات أمام أهداف وتطلعات رجال الأعمال الحاليين (خصوصاً المبتدئين منهم). ختاماً، إنني طرحت هذه النقاط وهذه الأسئلة وغيرها، لأنها تثير قضية مهمة ألا وهي هذا الانفصام الحاد بين قطاع الأعمال وبين القطاع العام، وانعكاس ذلك على حياة المواطن ومعيشته واستحقاقاته المكتسبة، وما نتائج انتخابات الغرف التجارية الأخرى على مدى السنوات الأخيرة إلا أحد مظاهر هذا الانفصام، وبعض مؤشرات خطورته أيضاً، ونحن جميعاً نسير على سفينة واحدة، وإذا لم نتنبه لهذا الواقع جيداً، فإن الفجوة ستزداد اتساعاً، ولكنني في نفس الوقت متفائل خيراً بأن الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية مقبلة على دورة جديدة ذات طابع خاص تلقي على مجلس إدارة الغرفة الجديد مسؤولية كبيرة طموحة وحافلة إن شاء الله بإنجاز طيب يعزز من رصيد الغرفة في خدمة أعضائها والمجتمع التجاري، وأنا على ثقة في أن يعمل هذا المجلس بروح الفريق الواحد الذي يعي أولويات المرحلة المقبلة التي ستركز عليها الغرفة و عبَّرت وستعبِّر عنها البرامج الانتخابية للمترشحين الذين فازوا، وستكون هذه البرامج إن شاء الله موضع اهتمام ودراسة من أعضاء مجلس الإدارة المقبل، ونتمنى أن تشهد غرفة المنطقة الشرقية تحسناً في أدائها ونشاطاتها خلال الفترة المقبلة..