غادر ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمس الأحد، جمهورية الصين الشعبية عائداً إلى الرياض بعد زيارة رسمية للصين استمرت عدة أيام. وكان في وداع ولي العهد لدى مغادرته مطار بكين نائب وزير الخارجية الصيني لغرب آسيا وشمال إفريقيا، جون يينغ، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى بكين، يحيى بن عبدالكريم الزيد، وسفير جمهورية الصين لدى المملكة لي تشنغ وين، كما كان في وداعه الأمير سعود بن الحسن بن سعود بن عبدالعزيز والملحق العسكري السعودي لدى بكين، العقيد ركن طلال الروقي، وأعضاء السفارة والملحقيات السعودية في الصين، وعددٌ من المسؤولين. ورافق ولي العهد لدى مغادرته رئيس ديوانه مستشاره الخاص الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وعدد من الوزراء والمسؤولين المدنيين والعسكريين. وبعث الأمير سلمان بن عبدالعزيز برقية شكر لرئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ، إثر مغادرته الصين بعد انتهاء زيارته الرسمية لها. وفيما يلي نص البرقية: «فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية.. تحية طيبة: يطيب لي إثر انتهاء زيارتي لبلدكم الصديق أن أعرب عن خالص شكري وبالغ تقديري على ما لقيته والوفد المرافق من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال. فخامة الرئيس.. لقد سرني مقابلة فخامتكم، والرغبة المشتركة لتعميق التعاون بين بلدينا التي لمستها والوفد المرافق خلال مباحثاتنا المشتركة، بما يعزز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين المملكة والصين، وفقاً لرؤية مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله وفخامتكم، التي تهدف لمصلحة الشعبين الصديقين، وتحقيق تطلعاتهما، وخدمة السلام والاستقرار في المجتمع الدولي. وختاماً أتمنى لفخامتكم موفور الصحة السعادة، ولبلدكم وشعبكم الصديق دوام التقدم والازدهار.. وتقلبوا فائق تحياتي وتقديري». كما بعث الأمير سلمان بن عبدالعزيز برقية شكر لنائب رئيس جمهورية الصين الشعبية، لي يوان تشاو، إثر مغادرته الصين، وفيما يلي نص البرقية: «تحية طيبة: يسعدني إذ أغادر بلدكم الصديق بعد تلبيتي للدعوة الموجهة من دولتكم أن أعرب لكم عن شكري وخالص تقديري على ما لقيته والوفد المرافق أثناء إقامتنا من حفاوة الاستقبال وكرم الوفادة. لقد جسدت هذه الزيارة عمق العلاقات القائمة بين بلدينا، كما أتاحت الفرصة لبحث كافة مجالات التعاون التي تعود بالنفع على الشعبين الصديقين، وتعكس مكانة البلدين على المستوى الدولي. وختاماً أتمنى لكم وافر السعادة، ولبلدكم وشعبكم الصديق دوام الرقي والتقدم والازدهار.. وتقبلوا دولتكم فائق تحياتي وتقديري». وبعث ولي العهد أيضاً برقية شكر لرئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية، لي كه تشيانغ، إثر مغادرته الصين، وفيما يلي نص البرقية: «تحية طيبة: يسرني إثر مغادرتي لبلدكم الصديق بعد انتهاء زيارتي الرسمية أن أقدم الشكر والتقدير لدولتكم على ما وجدته والوفد المرافق أثناء إقامتنا من حسن الوفادة والاستقبال. دولة الرئيس.. لقد أظهرت المباحثات التي عقدناها الرغبة في تعزيز سُبل التعاون بين بلدينا في كافة المجالات، بما يعود بالنفع على الجميع. متمنياً لدولتكم موفور الصحة والسعادة، ودوام الاستقرار والتقدم للشعب الصيني الصديق.. وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري». وصل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلى الرياض أمس قادماً من جمهورية الصين الشعبية، بعد أن قام بزيارة رسمية لها استمرت عدة أيام. وكان في استقبال ولي العهد في مطار قاعدة الرياض الجوية وزير التعليم الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز آل سعود، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ونائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، وأمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، ونائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، ونائب وزير الدفاع الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، وعددٌ من الأمراء. ووصل في معية ولي العهد رئيس ديوانه مستشاره الخاص الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وعددٌ من الوزراء والمسؤولين المدنيين والعسكريين. أكد بيان سعودي – صيني مشترك أن البلدين يعيدان التأكيد على ضرورة البحث عن تسوية سياسية سلمية عاجلة للمسألة السورية والتطبيق الكامل لبيان جنيف-1، الصادر في 30 يونيو 2012، والمتضمن إنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة حرصاً على مصير سوريا والمصالح الكلية لشعبها. واعتبر البيان المشترك، الذي صدر أمس في بكين بمناسبة زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى الصين، أن «الحاجة الملحة هي الإسراع بالحل السياسي وتنفيذ بيان جنيف ووقف سفك الدماء وقتل الأبرياء ووقف إطلاق النار». وشدد البلدان على «أهمية الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة للاجئين السوريين وتشجيع المجتمع الدولي على تقديم مزيد من الدعم للسوريين في داخل سوريا وخارجها» بحسب البيان الذي لفت إلى إبداء المملكة والصين القلق البالغ إزاء خطورة الوضع في سوريا. وفي الشأن الفلسطيني، اتفق الجانبان السعودي والصيني، بحسب البيان المشترك، على أهمية تحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط وفقاً لمبادرة السلام العربية، بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وموحدة ذات سيادة وعاصمتها القدسالشرقية. وبحسب البيان، أبدى الجانب الصيني تقديره للمساهمة السعودية في سبيل تعزيز السلام في المنطقة، في المقابل أشاد الجانب السعودي بالجهود الصينية المبذولة لدعم القضايا العادلة للشعب الفلسطيني، ودعم الصين لجهود السلام في الشرق الأوسط. وشدد الجانبان على رفضهما القاطع للإرهاب بجميع أشكاله وصوره، التي تهدد السلام والاستقرار في شتى أنحاء العالم واستعدادهما لتعزيز التعاون الأمني في هذا الصدد، وأشارا إلى رفضهما ربط الإرهاب بأي دين أو مذهب. وفي السياق ذاته، أبدى الجانب السعودي إدانته لأعمال العنف الإرهابية الخطيرة، التي وقعت في مدينة كونمينغ الصينية وأسفرت عن مقتل عدد من الأبرياء، وقدم تعازيه لجمهورية الصين الشعبية ولذوي الضحايا. و»اتفق البلدان على أهمية منع انتشار أسلحة الدمار بكل أنواعها، وأبديا تأييدهما لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك الأسلحة النووية، وذلك طبقاً للقرارات الدولية الصادرة في هذا الشأن» وفقاً لما ورد في البيان. وأوضح البيان المشترك أن زيارة ولي العهد إلى بكين، في الفترة من 13 وحتى 16 مارس الجاري بدعوة من نائب الرئيس الصيني لي يوان تشاو، تعد امتداداً للزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، إلى الصين عام 2006. وذكر البيان أن ولي العهد التقي الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في ال 13 من مارس ونقل له تحيات خادم الحرمين الشريفين والدعوة الموجهة من مقامه الكريم إليه لزيارة المملكة. وبحسب البيان، أبدى الرئيس الصيني شكره على الدعوة الكريمة ورغبته في زيارة المملكة في وقت يناسب الجانبين وفي أقرب فرصة ممكنة. وأضاف البيان «تبادل الجانبان وجهات النظر بشكل معمق حول سبل تطوير علاقات الصداقة الاستراتيجية الصينية – السعودية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى التوافق في الرؤى». وأشار البيان إلى التقاء الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس الدولة في الصين، لي كه تشيانغ، ونائب الرئيس الصيني، لي يوان تشاو، في ال 14 من مارس، والتقائه مستشار الدولة ووزير الدفاع الوطني في الصين، تشانق وانغ، وكبار المسؤولين الصينيين في ال 15 من مارس، حيث جرت مباحثات رسمية بين الجانبين. وأعرب الأمير سلمان بن عبدالعزيز عن شكره وتقديره للقيادة الصينية وللشعب الصيني الصديق على ما لقيه والوفد المرافق له من حسن الاستقبال وكرم الضيافة أثناء الزيارة. وذكر البيان المشترك أن الجانبين السعودي والصيني أعربا عن ارتياحهما للتقدم الكبير، الذي حققته العلاقات بين البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل 24 عاماً، واتفقا على تعزيز الصداقة بين البلدين والشعبين وتعميق التعاون في كل المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للجانبين، كما أعربا عن عزمهما على رفع مستوى علاقات الصداقة الاستراتيجية. وفي هذا السياق، أكد الجانبان «أهمية تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ومواصلة تكثيف الزيارات المتبادلة بين قيادتيهما، والتشاور على مختلف المستويات، واستمرار التواصل والتعاون في كل المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما، والحفاظ على المشاورات السياسية المستمرة بين المملكة وجمهورية الصين عبر وزارتي الخارجية في البلدين. وأكد الجانب السعودي مجدداً التزامه بسياسة الصين الواحدة، وأبدى الجانب الصيني تقديره لذلك. أبدى الجانبان السعودي والصيني رغبتهما في استمرار تعزيز علاقات التعاون في مجال الطاقة، ولفتا إلى أهمية استقرار السوق البترولية للاقتصاد العالمي. وأبدى الجانب الصيني تقديره للدور البارز، الذي تقوم به المملكة لضمان استقرار أسواق البترول العالمية باعتبارها مصدراً آمناً وموثوقاً ويُعتمَد عليه في إمدادات البترول للأسواق العالمية. وقال البيان المشترك إن الجانبين اتفقا على «تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتجارة والمعادن والاستثمار والتعاون الفني والتقني بين البلدين وتعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية بما فيها السكك الحديدية، بالإضافة إلى مجالات العلوم والتكنولوجيا المتقدمة بما في ذلك الاستخدام السلمي للطاقة النووية والفضاء، وتشجيع رجال الأعمال في البلدين على تكثيف تبادل الزيارات بما يحقق التطور الشامل لعلاقات التعاون القائم بين البلدين، كما اتفقا على تعزيز التعاون في مجال الاقتصاد الدولي في إطار المؤسسات المالية الدولية ومجموعة العشرين». أبدى الجانب الصيني تقديره للدور الإيجابي الذي قامت به المملكة في «دفع المفاوضات بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والصين بشأن إقامة منطقة التجارة الحرة بينهما» بحسب البيان المشترك. ورأى الجانبان، وفق البيان، أن إقامة منطقة التجارة الحرة الصينية الخليجية بأسرع وقت ممكن في ظل الظروف الراهنة تصب في المصلحة المشتركة للجانبين، وأعربا عن استعدادهما لبذل جهود مشتركة لاستئناف المفاوضات الخليجية الصينية بشأن إقامة منطقة التجارة الحرة بأسرع وقت ممكن للوصول إلى اتفاق يحقق المصلحة المشتركة للجانبين. بدوره، أعرب الجانب السعودي عن تقديره لما طرحه الجانب الصيني من المبادرة بإنشاء «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» و«طريق الحرير البحري في القرن ال 21».